كتاب الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور (اسم الجزء: 4)

أيضاً (عقب رقم 573 من سورة النمل) ويشهد له ما أخرجه الطبري في (تفسيره رقم 14272-14274) وابن أبي حاتم في (تفسيره رقم 573 من سورة النمل) ، والحاكم في (المستدرك 2/406) وفي إسناده سقط، والبيهقي في (الأسماء والصفات ص133) من طرق عن الحسن بن عبيد الله عن جامع بن شداد عن الأسود بن هلال عن عبد الله بن مسعود قال: (من جاء بالحسنة) قال: من جاء بلا إله إلا الله، قال: (من جاء بالسيئة) قال: الشرك. وأخرجوه أيضاً -سوى ابن أبي حاتم- من طريق الأعمش عن جامع به، وفي بعض الروايات الاقتصار على شطره الأول، وصححه الحاكم على شرط الشيخين وأقره الذهبي. وورد نحوه أيضاً من رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس موقوفاً عند الطبري (رقم 14290 و20/22) وابن أبي حاتم (رقم 1223 من سورة الأنعام، ورقم 579 من سورة النمل) والبيهقي في (الأسماء والصفات ص345-135) . وإسناده جيد.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله: (من جاء بالحسنة فله خير منها) يقول: من جاء بلا الله إلا الله (ومن جاء بالسيئة) وهو الشرك.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله (فله خير منها) يقول: له منها حظ.
قوله تعالى (إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها)
قال البخاري: حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن منصور عن مجاهد، عن طاوُس، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوم فتح مكة: "إن هذا البلد، حرّمه الله، لا يُعْضَد شوكه، ولا يُنفّر صيده، ولا يلتقط لُقطته إلا مَن عرفها".
(صحيح البخاري 3/525 -ك الحج، ب فضل الحرم ح1587) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله (إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها) يعني: مكة.
قوله تعالى (ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين)
قال الشيخ الشنقيطي: جاء معناه في آيات كثيرة كقوله تعالى (فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب) . وقوله تعالى (إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل) وقوله تعالى (فتول عنهم فما أنت بملوم) .

الصفحة 40