كتاب الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور (اسم الجزء: 4)
تقوله تعالى (سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6) إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد (سنقرئك فلا تنسى) قال: كان يتذكر القرآن في نفسه مخافة أن ينسى.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (سنقرئك فلا تنسى) قال: كان لا ينسى شيء (إلا ما شاء الله) .
قوله تعالى (وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىَ)
انظر سورة البقرة آية (185) وفيها حديث: "يسروا ولا تعسروا"، حديث: "خير دينكم أيسره". وسورة مريم آية (97) وسورة الليل آية (7) ، قوله تعالى (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى) قال: فاتقوا الله، ما خشي الله عبد قط إلا ذكره (ويتجنبها الأشقى) قال: فلا والله لا يتنكب عبد هذا الذكر زهدا فيه وبغضا لأهله إلا شقي بين الشقاء. ا. هـ.
وقد بين الله تعالى مصير الأشقى في الآية التالية (الذي يصلى النار الكبرى) .
قوله تعالى (ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى)
قال مسلم: وحدثني نصر بن علي الجهضمي، حدثنا بشر (يعني ابن المفضل) عن أبي مسلمة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أمّا أهل النار الذين هم أهلها، فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون. ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم (أو قال بخطاياهم) فأماتهم إماتة. حتى إذا كانوا فحما، أُذن بالشفاعة، فجيء بهم ضبائر ضبائر، فبُثّوا على أنهار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة أفيضوا عليهم، فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل". فقال رجل من القوم: كأن رسول الله قد كان بالبادية.
(الصحيح 1/172-173 ح185 - ك الإيمان، ب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من النار) .
الصفحة 621
722