كتاب الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور (اسم الجزء: 4)

ثم حلف لا يستثنى أنها ليلة سبع وعشرين قلتُ له: بأي شىء تقْول ذلك يا أبا المنذر؟ قال: بالآية التي أخبرنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أو بالعلامة أن الشمس تطلع يومئذ لا شعاع لها.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح (السنن 5/445-446 - ك التفسير، ب سورة القدر) ، وصححه الألباني في (صحيح سنن الترمذي ح3351) .
قال الحاكم: أخبرنا أبو زكريا العنبرى: ثنا محمد بن عبد السلام، أنبأ إسحاق ابن إبراهيم، أنبأ جرير عن منصور عن سعيد بن جبير في قوله تعالى (إنا أنزلناه في ليلة القدر) قال أنزل القرآن في ليلة القدر جملة واحدة إلى سماء الدنيا كان بموقع النجوم فكان الله ينزله على رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعضه في إثر بعض قال عز وجل (وقالوا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا) .
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. (المستدرك 2/530 -531- ك التفسير) وصححها الذهبي، وعزاه الحافظ ابن حجر إلى ابن أبي شيبة والبيهقي في دلائل النبوة وقال: إسناده صحيح (الفتح 9/4) .
أخرج الطبري بأسانيد يقوي بعضها بعضا عن ابن عباس قال: نزل القرآن كله جملة واحدة في ليلة القدر في رمضان إلى السماء الدنيا، فكان الله إذا أراد أن يحدث في الأرض شيئا أنزله منه حتى جمعه.
قوله تعالى (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)
قال البخاري: حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان قال: حفظناه وأيما حفظ من الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه".
تابعه سليمان بن كثير عن الزهري، (الصحيح 4/300 - ك فضل ليلة القدر - ب فضل ليلة القدر ح2014) .

الصفحة 655