كتاب البيان والتبيين - ط الخانجي (اسم الجزء: 4)

عليهما السلام وحال شعيب والنبي دليل على بطلان تأويلكم ورد لعموم لفظ الحديث
وهذه جملة كافية لمن كان يريد الانصاف
تعليل امية النبي
وكان شيخ من البصريين يقول ان الله انما جعل نبيه أميا لا يكتب ولا يحسب ولا ينسب ولا يقرض الشعر ولا يتكلف الخطابة ولا يتعمد البلاغة لينفرد الله بتعليمه الفقه وأحكام الشريعة ويقصره على معرفة مصالح الدين دون ما تتباهى به العرب من قيافة الاثر وعيافة الطير ومن العلم بالانواء وبالخيل وبالانساب وبالاخبار وتكلف قول الاشعار ليكون اذا جاء بالقرآن الحكيم وتكلم بالكلام العجيب كان ذلك أدل على انه من الله وزعم ان الله لم يمنعه ادابهم واخبارهم واشعارهم ليكون انقص حظا من الحاسب والكاتب ومن الخطيب الناسب ولكن ليجعله نبيا وليتولى امر تعليمه بما هو ازكى وأنمى فانما نقصه ليزيده ومنعه ليعطيه وحجبه عن القليل ليجلي له الكثير@

الصفحة 32