ان الاخرة وعد صادق يحكم فيها ملك قادر وان الدنيا عرض حاضر يأكل فيها البر والفاجر وان السامع المطيع لله لا حجة عليه وان السامع العاصي لله لا حجة له وانا لله اذا أراد بالعباد صلاحا عمل عليهم صلحاؤهم وقضى بينهم فقهاؤهم وملك المال سمحاؤهم واذا أراد بهم شرا عمل عليهم سفهاؤهم وقضى بهم جهلاؤهم وملك المال بخلاؤهم وان من صلاح الولاة ان يصلح قرناؤها ونصح لك يا معاوية من اسخطك بالحق وغشك من أرضاك بالباطل قال إجلس رحمك الله قد أمرنا لك بمال قال ان كان من مالك الذي تعهدت جمعه مخافة تبعته فأصبته حلالا وأنفقته إفضالا فنعم وان كان مما شاركك فيه المسلمون فاحتجنته دونهم فأصبته افترافا وأنفقته إسرافا فإن الله يقول في كتابه (ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين)
وأذن معاوية للأحنف بن قيس وقد وافى معاوية محمد بن الاشعث فقدمه عليه فوجد من ذلك محمد بن الاشعث واذن له فدخل فجلس بين معاوية والاحنف فقال معاوية إنا والله ما أذنا له قبلك الا ليجلس إلينا دونك وما رأيت احدا يرفع نفسه فوق قدرها الا من ذلة@