كتاب البيان والتبيين - ط الخانجي (اسم الجزء: 4)

يجدها وقد فعلت فعل من أحس من نفسه ذلا وضعه وإنا كما نملك أموركم نملك تأديبكم فأريدوا
منا ما نريده منكم فانه أبقى لكم والا قصرناكم كرها فكان أشد عليكم وأعنف بكم
وقال معاوية لرجل من أهل سبأ ما كان أجهل قومك حين ملكوا عليهم امرأة فقال بل قومك أجهل قالوا حين دعاهم رسول الله الى الحق وأراهم البينات (اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء او ائتنا بعذاب أليم) ألا قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا له
قال ولما سقطت ثنيتا معاوية لف وجهه بعمامة ثم خرج الى الناس فقال لئن ابتليت لقد ابتلى الصالحون قبلي واني لأرجو ان أكون منهم ولئن عوقبت لقد عوقب الخاطئون قبلي وما امن ان أكون منهم ولئن سقط عضوان مني لما بقي أكثر ولو أني على نفسي لما كان لي عليه خيار تبارك وتعالى فرحم الله عبدا دعا بالعافية فوالله لئن كان عتب علي بعض خاصتكم لقد كنت حدبا على عامتكم
ولما بلغت معاوية وفاة الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما دخل عليه ابن عباس فقال له معاوية اجرك الله أبا العباس في ابي محمد الحسن بن علي ولم يظهر حزنا فقال ابن عباس إنا لله وإنا اليه راجعون وغلبه البكاء فرده ثم قال لا يسد والله مكانه حفرتك ولا يزيد موته في أجلك@

الصفحة 71