والله لقد أصبنا بمن هو أعظم منه فقدا فما ضيعنا الله بعده فقال له معاوية كم كانت سنه قال مولده أشهر من ان تتعرف سنه قال أحسبه ترك أولادا صغارا قال كلنا كان صغيرا فكبر ولئن اختار الله لأبي محمد ما عنده وقبضه الى رحمته لقد أبقى الله أبا عبد الله وفي مثله الخلف الصالح
وصية اعرابية لولدها
قال الاصمعي عن أبان بن ثعلبة مررت بامراة بأعلى الارض وبين يديها ابن لها يريد سفرا وهي توصيه فقالت إجلس أمنحك وصيتي وبالله توفيقك وقليل إجدائه عليك أنفع من كثير عقلك إياك والنمائم فانها تزرع الضغائن ولا تجعل نفسك غرضا للرماة فان الهدف اذا رمي لم يلبث ان ينثلم ومثل نفسك مثالا فما استحسنته من غيرك فاعمل به وما كرهته منه فدعه واجتنبه
ومن كانت مودته بشره كان كالريح في تصرفها ثم نظرت في فقالت كأنك يا عراقي أعجبت بكلام أهل البدر ثم قالت لابنها اذا هززت فهز كريما فان الكريم يهتز لهزتك وإياك واللئيم فانه صخرة لا ينفجر ماؤها وإياك والعذر فانه أقبح ما تعومل به وعليك بالوفاء ففيه النماء وكن بمالك جوادا وبدينك شحيحا ومن أعطى السخاء @