كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 4)

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، فِي كِتَابِهِ قَالَ: ثنا أَبُو يَحْيَى الرَّازِيُّ، ثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا عَثَّامُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: §مَرَّ شُرَيْحٌ بِقَوْمٍ وَهُمْ يَلْعَبُونَ، فَقَالَ: " مَالَكُمْ؟ قَالُوا: فَرَغْنَا يَا أَبَا أُمَامَةَ. قَالَ: مَا بِهَذَا أُمِرَ الْفَارِغُ "
حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، ثنا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْعَنْبَرِيُّ، ثنا الْعَلَاءُ بْنُ جَرِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ أَبُو عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " §شَهِدْتُ شُرَيْحًا وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، قَالَ: أَيْنَ أَنْتَ؟ قَالَ: بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْحَائِطِ. فَقَالَ: إِنِّي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ. فَقَالَ: بَعِيدٌ سَحِيقٌ. قَالَ: إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً. قَالَ: بِالرِّفَاءِ وَالْبَنِينَ. قَالَ: إِنِّي اشْتَرَطْتُ لَهَا دَارَهَا. قَالَ: الشَّرْطُ أَمْلَكُ. قَالَ: اقْضِ بَيْنَنَا، قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبِي، ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ شُرَيْحٍ، أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: §بِأَيِّ شَيْءٍ أَصَبْتَ هَذَا الْعِلْمَ؟ قَالَ: «بِمُقَاوَمَةِ الْعُلَمَاءِ، آخُذُ مِنْهُمْ وَأُعْطِيهِمْ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، سَمِعَ عَلِيًّا، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، يَأْتُونِي فُقَهَاؤُكُمْ يَسْأَلُونِي وَأَسْأَلُهُمْ. فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ غَدَوْنَا إِلَيْهِ حَتَّى امْتَلَأَتِ الرَّحَبَةُ، فَجَعَلَ يَسْأَلُهُمْ مَا كَذَا مَا كَذَا، وَيَسْأَلُونَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا كَذَا، فَيخْبِرُهُمْ، حَتَّى ارْتَفَعَ النَّهَارُ وَتَصَدَّعُوا غَيْرَ شُرَيْحٍ جَاثٍ عَلَى رُكْبَتَيْهِ لَا يَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا قَالَ كَذَا وَكَذَا، وَلَا يَسْأَلُهُ شُرَيْحٌ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَخْبَرَهُ بِهِ، فَسَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: §قُمْ يَا شُرَيْحُ، فَأَنْتَ أَقْضَى الْعَرَبِ "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، ثنا عَبْثَرٌ، عَنْ أَجْلَحَ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا قَاعِدٌ عِنْدَ شُرَيْحٍ إِذَ جَاءَتْهُ جَدَّةُ صَبِيٍّ وَأُمُّهُ يَخْتَصِمَانِ فِيهِ، كُلُّ وَاحِدَةٍ تَقُولُ: أَنَا أَحَقُّ بِهِ، فَقَالَتِ الْجَدَّةُ:
[البحر الهزج]
-[135]- أَبَا أُمَيَّةَ أَتَيْنَاكَ ... وَأَنْتَ الْمَرْءُ نَأْتِيهِ
أَتَاكَ ابْنٌ وَأُمَّاهُ ... وَكِلْتَانَا تُفَدِّيهِ
فَلَوْ كُنْتِ تَأَيَّمْتِ ... لَمَا نَازَعْتُكِ فِيهِ
تَزَوَّجْتِ فَهَاتِيهِ ... وَلَا يَذْهَبْ بِكِ التِّيهُ
أَلَا يَا أَيُّهَا الْقَاضِي ... فَهَذِهِ قِصَّتِي فِيهِ
فَقَالَتِ الْأُمُّ:
أَلَا أَيُّهَا الْقَاضِي ... قَدْ قَالَتْ لَكَ الْجَدَّهْ
قَوْلًا فَاسْتَمِعْ مِنِّي ... وَلَا تَنْظُرْنَنِي رَدَّهْ
تُعَزِّي النَّفْسَ عَنِ ابْنِي ... وَكَبِدِي حَمَلَتْ كَبِدَهْ
فَلَمَّا صَارَ فِي حِجْرِي ... يَتِيمًا ضَائِعًا وَحْدَهْ
تَزَوَّجْتُ رَجَاءَ الْخَيْـ ... ـرِ مَنْ يَكْفِينِي فَقْدَهْ
وَمَنْ يُظْهِرْ لِيَ الْوُدَّ ... وَمَنْ يُحْسِنْ لِي رِفْدَهْ
فَقَالَ شُرَيْحٌ رَحِمَهُ اللهُ:
[البحر الرمل]
§قَدْ سَمِعَ الْقَاضِي مَا قُلْتُمَا ... وَعَلَى الْقَاضِي جَهْدٌ إِنْ عَقِلْ
قَالَ لِلْجَدَّةِ بِينِي بِالصَّبِيِّ ... وَخُذِي ابْنَكِ مِنْ ذَاتِ الْعِلَلْ
إِنَّهَا لَوْ صَبَرَتْ كَانَ لَهَا ... قَبْلَ دَعْوَاهَا يَبْغِيهَا الْبَدَلْ
فَقَضَى بِهِ لِلْجَدَّةِ

الصفحة 134