كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 4)

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ، ثنا أَبُو رَوْقٍ الْهِزَّانِيُّ، ثنا الرِّيَاشِيُّ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِشُرَيْحٍ: إِنِّي أَعْهَدُكَ وَإِنَّ شَأْنَكَ لَحَقِيرٌ. فَقَالَ شُرَيْحٌ: «§أَرَاكَ تَعْرِفُ نِعْمَةَ اللهِ عَلَى غَيْرِكَ وَتَجْهَلُهَا فِي نَفْسِكَ»
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى ثَعْلَبٌ النَّحْوِيُّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ زِيَادِ بْنِ سَمْعَانَ، قَالَ: كَتَبَ شُرَيْحٌ الْقَاضِي إِلَى أَخٍ لَهُ هَرَبَ مِنَ الطَّاعُونِ: «أَمَّا بَعْدُ، §فَإِنَّكَ وَالْمَكَانَ الَّذِي أَنْتَ بِهِ بِعَيْنِ مَنْ لَا يُعْجِزُهُ مَنْ طَلَبَ، وَلَا يَفُوتُهُ مَنْ هَرَبَ، وَالْمَكَانُ الَّذِي خَلَّفْتَهُ لَمْ يُعَجِّلْ أَمْرَ حِمَامِهِ، وَلَمْ يَظْلِمْهُ أَيَّامَهُ، وَإِنَّكَ وَإِيَّاهُمْ لَعَلَى بِسَاطٍ وَاحِدٍ، وَإِنَّ الْمُنْتَجَعَ مِنْ ذِي قُدْرَةٍ لَقَرِيبٌ، وَالسَّلَامُ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ، ثنا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ شُرَيْحٍ، عَنْ عُمَرَ كَتَبَ إِلَيْهِ: «§إِذَا جَاءَكَ الشَّيْءُ فِي كِتَابِ اللهِ فَاقْضِ بِهِ، وَلَا يَلْفِتَنَّكَ عَنْهُ رِجَالٌ، وَإِنْ جَاءَكَ مَا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ فَانْظُرْ سُنَّةَ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَاقْضِ بِهَا، وَإِنْ جَاءَكَ مَالَيْسَ فِيِ كِتَابِ اللهِ وَلَمْ يَكُنْ فِيهِ مِنْ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْظُرْ مَا اجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ فَخُذْ بِهِ»
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَلْمٍ الْخُتُلِّيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ شُرَيْحٍ الْقَاضِي، ثنا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ مَيْسَرَةَ، عَنْ شُرَيْحٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ فِي سُوقِ الْكُوفَةِ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَاصٍّ يَقُصُّ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ: " أَيُّهَا الْقَاصُّ، تَقُصُّ وَنَحْنُ قَرِيبُ الْعَهْدِ، أَمَا إِنِّي أَسْأَلُكَ، فَإِنْ تَخْرُجْ عَمَّا سَأَلْتُكَ وَإِلَّا أَدَّبَتُكَ. قَالَ الْقَاصُّ: سَلْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَمَّا شِئْتَ. فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا ثَبَاتُ الْإِيمَانِ وَزَوَالُهُ؟ فَقَالَ الْقَاصُّ: §ثَبَاتُ الْإِيمَانِ الْوَرَعُ، وَزَوَالُهُ الطَّمَعُ. قَالَ عَلِيٌّ: فَمِثْلُكَ يَقُصُّ "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَلْمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ، ثنا الرِّيَاشِيُّ، -[137]- عَنِ الْأَصْمَعِيِّ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِشُرَيْحٍ: لَقَدْ بَلَغَ اللهُ بِكَ يَا أَبَا أُمَيَّةَ، قَالَ: " إِنَّكَ لَتَذْكُرُ النِّعْمَةَ فِي غَيْرِكَ وَتَنْسَاهَا فِيكَ. قَالَ: إِنِّي وَاللهِ لَأَحْسِدُكَ عَلَى مَا أَرَى بِكَ؟ قَالَ: «§مَا يَنْفَعُكَ اللهُ بِهَذَا وَلَا ضَرَّنِي»

الصفحة 136