كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 4)

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَنْبَأَنَا عِيسَى بْنُ عُمَرَ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَمٍّ لِعَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: نَزَلْنَا فِي مَرْجٍ حَسَنٍ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ: " §مَا أَحْسَنَ هَذَا الْمَرْجِ، مَا أَحْسَنَ الْآنَ لَوْ أَنَّ مُنَادِيًا نَادَى: يَا خَيْلَ اللهِ ارْكَبِي. فَخَرَجَ رَجُلٌ فَكَانَ فِي أَوَّلِ مَنْ لَقِيَ فَأُصِيبَ ثُمَّ جِيءَ بِهِ فَدُفِنَ فِي هَذَا الْمَرْجِ ". قَالَ: فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ نَادَى مُنَادٍ: أَنْ يَا خَيْلَ اللهِ ارْكَبِي فَخَرَجَ عَمْرٌو فِي سَرَعَانِ النَّاسِ فِي أَوَّلِ مَنْ خَرَجَ، فَأَتَى عُتْبَةَ فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ، فَقَالَ: «عَلَيَّ عَمْرًا، عَلَيَّ عَمْرًا»، فَأَرْسَلَ فِي طَلَبِهِ، فَمَا أُدْرِكَ حَتَّى أُصِيبَ، قَالَ: فَمَا أُرَاهُ دُفِنَ إِلَّا فِي مَرْكَزِ رُمْحِهِ، وَعُتْبَةُ يَوْمَئِذٍ عَلَى النَّاسِ. قَالَ: وَقَالَ غَيْرُ السُّدِّيِّ: أَصَابَهُ جُرْحٌ، فَقَالَ: «وَاللهِ إِنَّكَ لِصَغِيرٌ، دَعُونِي فِي مَكَانِي هَذَا حَتَّى أُمْسِيَ، فَإِنْ أَنَا عِشْتُ فَارْفَعُونِي». قَالَ: فَمَاتَ فِي مَكَانِهِ ذَلِكَ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: قَالَ عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ لِعَبْدِ اللهِ: يَا عَبْدَ اللهِ، أَلَا تُعِينُنِي عَلَى ابْنِ أَخِيكَ يُعِينُنِي عَلَى مَا أَنَا فِيهِ مِنْ عَمَلٍ؟ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ: «يَا عَمْرُو، أَطِعْ أَبَاكَ». قَالَ: فَنَظَرَ إِلَى مِعْضَدٍ وَهُوَ جَالِسٌ، فَقَالَ لَهُ مِعْضَدٌ: «لَا تُطِعْهُمْ، وَاسْجُدْ، وَاقْتَرِبْ». فَقَالَ عَمْرٌو: " يَا أَبَتِ، إِنَّمَا §أَنَا عَبْدٌ أَعْمَلُ فِي فَكَاكِ رَقَبَتِي. قَالَ: فَبَكَى عُتْبَةُ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، إِنِّي لَأُحِبُّكَ حُبَّيْنِ، حُبًّا لِلَّهِ، وَحُبَّ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ. قَالَ عَمْرُو: يَا أَبَتِ، إِنَّكَ قَدْ كُنْتَ أَتَيْتَنِي بِمَالٍ قَدْ بَلَغَ سَبْعِينَ أَلْفًا، فَإِنْ كُنْتَ سَائِلِي عَنْهُ فَهُوَ ذَا فَخُذْهُ، وَإِلَّا فَدَعْنِي فَأُمْضِيَهُ. قَالَ لَهُ عُتْبَةُ: فَأَمْضِهِ. قَالَ: فَأَمْضَاهَا فَمَا بَقَّى مِنْهَا دِرْهَمًا
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَنْبَأَنَا عِيسَى بْنُ عُمَرَ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَالَ: خَرَجَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ فَاشْتَرَى فَرَسًا بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ، فَعَنَّفُوهُ يَسْتَغْلُونَهُ، فَقَالَ: «§مَا مِنْ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا يَتَقَدَّمُهَا إِلَى عَدُوٍّ -[157]- إِلَّا وَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَرْبَعَةِ آلَافٍ»

الصفحة 156