كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 4)

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَمْشَاذَ الْفَوَّالُ الْمَعْرُوفُ بِالْقِنْدِيلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَمَوَيْهِ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ، قَالَ: إِنِّي لَأَجِدُ فِي بَعْضِ كُتُبِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ: «§مَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ قَطُّ تَرَدُّدِي عَنْ قَبْضِ رُوحِ الْمُؤْمِنِ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ، وَلَابُدَّ لَهُ مِنْهُ»
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ، أَنَّهُ سَمِعَ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ، يَقُولُ: إِنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ صَامَ سَبْعِينَ أُسْبُوعًا يُفْطِرُ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا وَهُوَ يَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ ُيِريهِ كَيْفَ يُغْوِي الشَّيْطَانُ النَّاسَ، فَلَمَّا أَنْ طَالَ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَلَمْ يُجَبْ قَالَ: لَوْ أَقْبَلْتُ عَلَى خَطِيئَتِي وَعَلَى ذَنْبِي وَمَا بَيْنِي وَبَيْنَ رَبِّي لَكَانَ خَيْرًا لِي مِنْ هَذَا الْأَمْرِ الَّذِي أَطْلُبُ، فَأَرْسَلَ اللهُ تَعَالَى إِلَيْهِ مَلَكًا فَقَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ وَهُوَ يَقُولُ لَكَ: إِنَّ كَلَامَكَ هَذَا الَّذِي تَكَلَّمْتَ بِهِ أَعْجَبُ إِلَيَّ مِمَّا مَضَى مِنْ عِبَادَتِكَ، وَقَدْ فُتِحَ بَصَرُكَ، قَالَ: فَنَظَرَ فَإِذَا أُحْبُولَةٌ لِإِبْلِيسَ قَدْ أَحَاطَتْ بِالْأَرْضِ، وَإِذَا لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ بَنِي آدَمَ إِلَّا وَحَوْلَهُ شَيَاطِينُ مِثْلُ الذُبَابِ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، §مَنْ يَنْجُو مِنْ هَذَا؟ قَالَ: الْوَرِعُ اللَّيِّنُ "
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا إِسْحَاقُ، ثنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ، ح. وَحَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَا: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ، يَقُولُ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ السَّائِحِينَ فِي أَرْضٍ فِيهَا قِثَّاءُ فَدَعَتْهُ نَفْسُهُ إِلَى أَنْ يَأْخُذَ مِنْهَا شَيْئًا فَعَاقَبَهَا، فَقَامَ مَكَانَهُ فَصَلَّى ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ وَقَدْ لَوَّحَتْهُ الشَّمْسُ وَالرِّيحُ وَالْبَرْدُ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، لَكَأَنَّمَا أُحْرِقَ هَذَا الْإِنْسَانُ بِالنَّارِ، فَقَالَ السَّائِحُ: «§هَكَذَا بَلَغَ مِنِّي خَوْفُ النَّارِ، فَكَيْفَ لَوْ دَخَلْتُهَا»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا حَاجِبُ بْنُ أَرْكِينَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا سَيَّارٌ، ثنا جَعْفَرٌ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّنْعَانِيُّ، ثنا وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ، قَالَ: " أَصَابَ رَجُلٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ذَنْبًا فَقَالَ: §لِلَّهِ عَلَيَّ أَنْ لَا يُظِلَّنِي سَقْفُ -[33]- بَيْتٍ أَبَدًا حَتَّى تَأْتِيَنِي بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ. فَكَانَ بِالْعَرَاءِ فِي الْحَرِّ وَالْقُرِّ فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ وَرَأَى شِدَّةَ حَالِهِ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ، مَا بَلَغَ مِنْكَ مَا أَرَى؟ فَقَالَ: بَلَغَ بِي مَا تَرَى ذِكْرُ جَهَنَّمَ فَكَيْفَ بِي إِنْ أَنَا وَقَعْتُ فِيهَا "

الصفحة 32