كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 4)

حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْبَغْدَادِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَخْزُومِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنِي بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ وَهْبٍ، قَالَ: قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: أَنَّ مُنَادِيًا يُنَادِي مِنَ السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ: «يَا أَبْنَاءَ الْأَرْبَعِينَ، §أَنْتُمْ زَرْعٌ قَدْ دَنَا حَصَادُهُ. يَا أَبْنَاءَ الْخَمْسِينَ، مَاذَا قَدَّمْتُمْ وَمَاذَا أَخَّرْتُمْ. يَا أَبْنَاءَ السِّتِّينَ، لَا عُذْرَ لَكُمْ، لَيْتَ الْخَلْقَ لَمْ يُخْلَقُوا، وَإِذَا خُلِقُوا عَلِمُوا لِمَاذَا خُلِقُوا، فَقَدْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ، فَخُذُوا حِذْرَكُمْ»
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا، ثنا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، ثنا سَهْلُ يَعْنِي ابْنَ عَاصِمٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: فِي بَعْضِ الْحِكْمَةَ: «§أَبْنَاءَ الْأَرْبَعِينَ زَرْعٌ قَدْ دَنَا حَصَادُهُ، أَبْنَاءُ السِّتِّينَ مَاذَا قَدَّمْتُمْ وَمَاذَا أَخَّرْتُمْ، أَبْنَاءَ السَّبْعِينَ لَا عُذْرَ لَكُمْ»
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخُو الزُّبَيْرِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْرَائِيلَ، ثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ مُنْذِرٍ الْأَفْطَسِ، عَنْ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ دَانِيَالُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «§يَالَهْفَتَا عَلَى زَمَانٍ يُلْتَمَسُ فِيهِ الصَّالِحُونَ فَلَا يُوجَدْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا كَالسُّنْبُلَةِ أَثَرِ الْحَصَادِ، أَوْ كَالْخَصْلَةِ فِي أَثَرِ الْقَاطِفِ، يُوشِكُ نَوَائِحُ أُولَئِكَ وَبَوَاكِيهِمْ أَنْ تَبْكِيَهُمْ»
حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مَعْقِلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ، يَقُولُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأنبياء: 47] قَالَ: «إِنَّمَا يُوزَنُ مِنَ الْأَعْمَالِ خَوَاتِيمُهَا، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا خَتَمَ لَهُ بِخَيْرِ عَمَلِهِ، وَإِذَا أَرَادَ بِهِ شَرًّا خَتَمَ لَهُ بِشَرِّ عَمَلِهِ»
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَعْبَدٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَزَّارُ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ يُوسُفَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي -[34]- أُنَيْسِ بْنِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ وَهْبٍ، قَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ §حِينَ فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ نَظَرَ إِلَيْهِمْ حِينَ مَشَوْا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَقَالَ: أَنَا اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، الَّذِي خَلَقْتُكَ بِقُوَّتِي، وَأَتْقَنْتُكَ بِحِكْمَتِي، حَقٌّ قَضَائِي، وَنَافِذٌ أَمْرِي، أَنَا أُعِيدُكَ كَمَا خَلَقْتُكَ، وَأُفْنِيكَ بِحِكْمَتِي حَتَّى أَبْقَى وَحْدِي، فَإِنَّ الْمُلْكَ وَالْخُلُودَ لَا يَحِقُّ إِلَّا لِي، أدْعُو خَلْقِي وَأَجْمَعُهُمْ لِقَضَائِي يَوْمَ يَخْسَرُ أَعْدَائِي، وَتَجِلُ الْقُلُوبُ مِنْ خَوْفِي، وَتَجِفُّ الْأَقْلَامُ مِنْ هَيْبَتِي، وَتَبْرَأُ الْآلِهَةُ مِمَّنْ عَبَدَهَا دُونِي "

الصفحة 33