كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 4)

حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَعْبَدٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أبوبَ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلَ الْغَافِقِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْيَحْصِبِيَّ، قَالَ: كَانَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ يَقُولُ: «§أَزْهَدُ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا وَإِنْ كَانَ مُكِبًّا عَلَيْهَا حَرِيصًا، مَنْ لَمْ يَرْضَ مِنْهَا إِلَّا بِالْكَسْبِ الْحَلَالِ الطَّيِّبِ، وَإِنَّ أَرْغَبَ النَّاسِ فِيهَا وَإِنْ كَانَ مُعْرِضًا عَنْهَا مَنْ لَمْ يُبَالِ لِمَا كَانَ كَسْبُهُ فِيهَا حَلَالًا أَمْ حَرَامًا، وَإِنَّ أَجْوَدَ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا مَنْ جَادَ بِحُقُوقِ اللهِ، وَإِنْ رَآهُ النَّاسُ بَخِيلًا بِمَا سِوَى ذَلِكَ، وَإِنَّ أَبْخَلَ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا مَنْ بَخِلَ بِحُقُوقِ اللهِ، وَإِنْ رَآهُ النَّاسُ جَوَادًا بِمَا سِوَى ذَلِكَ»
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَدِينِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مِقْسَمٍ الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ مُسْلِمٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ، يَقُولُ: " كَانَ لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ أُخْتٌ يُقَالُ لَهَا مَرْيَمُ، فَقَالَتْ: يَا مُوسَى، إِنَّكَ كُنْتَ تَزَوَّجْتَ مِنْ آلِ شُعَيْبٍ وَأَنْتَ يَوْمَئِذٍ لَا شَيْءَ، ثُمَّ أَدْرَكْتَ مَا أَدْرَكْتَ، فَتَزَوَّجْ فِي مُلُوكِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. قَالَ: §وَلِمَ أَتَزَوَّجُ فِي مُلُوكِ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ فَوَاللهِ مَا أَحْتَاجُ إِلَى النِّسَاءِ مُنْذُ كَلَّمْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ: فَاشْتَدَّتْ عَلَيْهِ فِي الْكَلَامِ فَدَعَا عَلَيْهَا فَبَرَصَتْ، وَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى مُوسَى حَيْثُ رَآهَا بَرَصَتْ فَدَعَا أَخَاهُ هَارُونَ فَقَالَ: وَاصِلْ يَا هَارُونُ. فَصَامَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَوَاصَلَا، وَلَبِسَا الْمُسُوحَ، وَافْتَرَشَا الرَّمَادَ، وَجَعَلَا يَدْعُوَانِ رَبَّهُمَا حَتَّى كُشِفَ عَنْهَا ذَلِكَ -[50]- الْبَلَاءَ الَّذِي بِهَا بَدَعْوَتِهِمَا "

الصفحة 49