كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 4)

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا أَبُو الطَّيِّبِ الشَّعْرَانِيُّ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، قَالَ: ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، قَالَ: نَزَلَ بِي ضَيْفٌ مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ فَقَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ يَقُولُ: «إِنَّ §لِلَّهِ تَعَالَى فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ دَارًا، يُقَالُ لَهَا الْبَيْضَاءُ، تَجْتَمِعُ فِيهَا أَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا تَلَقَّتْهُ الْأَرْوَاحُ فَيُسَائِلُونَهُ عَنْ أَخْبَارِ الدُّنْيَا كَمَا يُسَائِلُ الْغَائِبُ أَهْلَهُ إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِمْ»
حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: ثنا جَدِّي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي شُعَيْبٍ قَالَ: ثنا الْقُشَيْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: «§مَنْ جَعَلَ شَهْوَتَهُ تَحْتَ قَدَمِهِ فَزِعَ الشَّيْطَانُ مِنْ ظِلِّهِ، وَمَنْ غَلَبَ حِلْمُهُ هَوَاهُ فَذَاكَ الْعَالِمُ الْغَلَّابُ»
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: ثنا غَوْثُ بْنُ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْهُذَيْلِ، قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ، يَقُولُ: " قَالَ اللهُ لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: بِعِزَّتِي يَا ابْنَ عِمْرَانَ، §لَوْ أَنَّ هَذِهِ النَّفْسَ الَّتِي وَكَزْتَ فَقَتَلْتَ اعْتَرَفَتْ لِي سَاعَةً مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ بِأَنِّي لَهَا خَالِقٌ أَوْ رَازِقٌ لَأَذَقْتُكَ فِيهَا طَعْمَ الْعَذَابِ، وَلَكِنِّي عَفَوْتُ عَنْكَ أَمْرَهَا أَنَّهَا لَمْ تَعْتَرِفْ لِي سَاعَةً مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ أَنِّي لَهَا خَالِقٌ أَوْ رَازِقٌ "
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَزِيدَ الْقَطَّانُ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ، قَالَ: قَالَ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: قَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: " أَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَى بَعْضِ أَنْبِيَائِهِ: §بِعَيْنَيَّ مَا يَتَحَمَّلُ الْمُتَحَمِّلُونَ مِنْ أَجْلِي، وَمَا يُكَابِدُ الْمُكَابِدُونَ فِي طَلَبِ مَرْضَاتِي، فَكَيْفَ بِهِمْ إِذَا صَارُوا إِلَى دَارِي، وَتَبَحْبَحُوا فِي رِيَاضِ رَحْمَتِي، هُنَالِكَ فَلْيُبْشِرِ الْمُصَفُّونَ لِلَّهِ أَعْمَالَهُمْ بِالنَّظَرِ الْعَجِيبِ مِنَ الْحَبِيبِ الْقَرِيبِ، أَتُرَانِي أَنْسَى لَهُمْ عَمَلًا، فَكَيْفَ وَأَنَا ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ أَجُودُ عَلَى الْمُوَلِّينَ عَنِّي، فَكَيْفَ بِالْمُقْبِلِينَ عَلَيَّ، وَمَا غَضِبْتُ عَلَى شَيْءٍ كَغَضَبِي عَلَى مَنْ أَخْطَأَ خَطِيئَةً فَاسْتَعْظَمَهَا فِي جَنْبِ عَفْوِي، لَوْ تَعَجَّلْتُ بِالْعُقُوبَةِ أَحَدًا،

الصفحة 60