كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 4)

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: ثنا مَحْمُودُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْفَرَجِ، قَالَ: ثنا عَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: ثنا بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ، يَقُولُ: " §مُسِخَ بُخْتُنَصَّرُ أَسَدًا فَكَانَ مَلِكَ السِّبَاعِ، ثُمَّ مُسِخَ نَسْرًا فَكَانَ مَلِكَ الطَّيْرِ، ثُمَّ مُسِخَ ثَوْرًا فَكَانَ مَلِكَ الدَّوَابِّ، وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَعْقِلُ عَقْلَ الْإِنْسَانِ، وَكَانَ مَلْكُهُ قَائِمًا يُدَبَّرُ، ثُمَّ رَدَّ اللهُ رُوحَهُ فَدَعَا إِلَى تَوْحِيدِ اللهِ، وَقَالَ: كُلُّ إِلَهٍ بَاطِلٌ إِلَّا إِلَهُ السَّمَاءِ ". قَالَ بَكَّارٌ: فَقِيلَ لِوَهْبٍ: أَمُؤْمِنًا مَاتَ؟ فَقَالَ: وَجَدْتُ أَهْلَ الْكِتَابِ قَدِ اخْتَلَفُوا فِيهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَدْ آمَنَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَتَلَ الْأَنْبِيَاءَ، وَحَرَّقَ الْكُتُبَ، وَخَرَّبَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَلَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ التَّوْبَةُ "
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا شَاهِينُ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الشَّعْرَانِيُّ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ ابْنُ أَخِي وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ قَالَ: " كَانَ رَجُلٌ بِمِصْرَ فَسَأَلَهُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ أَنْ يُطْعِمُوهُ فَلَمْ يُطْعِمُوهُ، فَمَاتَ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ، فَكَفَّنُوهُ وَدَفَنُوهُ، فَأَصْبَحُوا وَالْكَفَنُ فِي مِحْرَابِهِمْ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ: §قَتَلْتُمُوهُ حَيًّا، وَبَرَرْتُمُوهُ مَيِّتًا ". قَالَ يَحْيَى: فَأَنَا رَأَيْتُ الْقَرْيَةَ الَّتِي مَاتَ فِيهَا الرَّجُلُ وَمَا بِهَا أَحَدٌ إِلَّا وَلَهُ بَيْتُ ضِيَافَةٍ، لَا غَنِيٌّ وَلَا فَقِيرٌ ". وَيَحْيَى هَذَا هُوَ ابْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، مَذْكُورٌ فِي سَنَدِ الشَّيْخِ رَحِمَهُ اللهُ
حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: ثنا بَكَّارٌ، عَنْ وَهْبٍ، قَالَ: «§إِذَا دَخَلَتِ الْهَدِيَّةُ مِنْ الْبَابِ خَرَجَ الْحَقُّ مِنَ الْكُوَّةِ»
حَدَّثَنَا الْآجُرِّيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَطَشِيُّ، قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ -[65]- الْجُنَيْدِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: " مَرَّ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَى عَابِدٍ فِي كَهفِ جَبَلٍ فَمَالَ إِلَيْهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ: يَا عَبْدَ اللهِ، §مُنْذُ كَمْ أَنْتَ هَاهُنَا؟ قَالَ: مُنْذُ ثَلَاثِمِائَةِ سَنَةٍ. قَالَ: فَمِنْ أَيْنَ مَعِيشَتُكَ؟ قَالَ: مِنْ وَرَقِ الشَّجَرِ. قَالَ: فَمِنْ أَيْنَ شَرَابُكَ؟ قَالَ: مِنْ مَاءِ الْعُيُونِ. قَالَ: فَأَيْنَ تَكُونُ فِي الشِّتَاءِ؟ قَالَ: تَحْتَ هَذَا الْجَبَلِ، قَالَ: وَكَيْفَ صَبْرُكَ عَلَى الْعِبَادَةِ؟ قَالَ: وَكَيْفَ لَا أَصْبِرُ، وَإِنَّمَا هُوَ يَوْمِي إِلَى اللَّيْلِ، وَأَمَّا أَمْسُ فَقَدْ مَضَى بِمَا فِيهِ، وَأَمَّا غَدٌ فَلَمْ يَأْتِ. قَالَ: فَعَجِبَ النَّبِيُّ مِنْ حِكْمَةِ قَوْلِهِ: إِنَّمَا هُوَ يَوْمِي إِلَى اللَّيْلِ "

الصفحة 64