كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 4)

أَخْبَرَنَا الْقَاضِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ فِي كِتَابِهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، ح، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبَانَ، ثنا أَبِي، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَا: ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا دَيْدَرٌ الْمُرَادِيُّ النَّجْرَانِيُّ، قَالَ: قِيلَ لِطَاوُسٍ: إِنَّ §مَنْزِلَكَ قَدِ اسْتَرَمَّ. قَالَ: «قَدْ أَمْسَيْتُ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ عَنْ قُتَيْبَةَ، ثنا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَانَ رُبَّمَا دَاوَى الْمَجَانِينَ، وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ يَأْخُذُهَا الْجُنُونُ، فَجِيءَ بِهَا إِلَيْهِ فَتُرِكَتْ عِنْدَهُ فَأَعْجَبَتْهُ فَوَقَعَ عَلَيْهَا فَحَمَلَتْ، فَجَاءَهُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ: إِنْ عُلِمَ بِهَا افْتُضِحْتَ فَاقْتُلْهَا وَادْفِنْهَا فِي بَيْتِكَ، فَقَتَلَهَا وَدَفَنَهَا فِي بَيْتِهِ، فَجَاءَ أَهْلُهَا بَعْدَ ذَلِكَ بِزَمَانٍ يَسْأَلُونَهُ عَنْهَا، فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّهَا مَاتَتْ. فَلَمْ يَتَّهِمُوهُ لِصَلَاحِهِ وَرِضَاهُ، فَجَاءَهُمُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ: إِنَّهَا لَمْ تَمُتْ، وَلَكِنْ قَدْ وَقَعَ عَلَيْهَا فَحَمَلَتْ فَقَتَلَهَا وَدَفَنَهَا فِي بَيْتِهِ فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا. فَجَاءَ أَهْلُهَا فَقَالُوا: مَا نَتَّهِمُكَ وَلَكِنْ أَخْبِرْنَا أَيْنَ دَفَنْتَهَا، وَمَنْ كَانَ مَعَكَ. فَفَتَّشُوا بَيْتَهُ فَوَجَدُوهَا حَيْثُ دَفَنَهَا فَأُخِذَ فَسُجِنَ فَجَاءَهُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ أَخْرِجَكَ مِمَّا أَنْتَ فِيهِ فَاكْفُرْ بِاللهِ، فَأَطَاعَ الشَّيْطَانَ فَكَفَرَ بِاللهِ فَقُتِلَ، فَتَبَرَّأَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ حِينَئِذٍ، قَالَ طَاوُسٌ: فَلَا أَعْلَمُ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ إِلَّا فِيهِ {§كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ، فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ} [الحشر: 16] الْآيَةُ "
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٌ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ لَهُ أَرْبَعَةُ بَنِينَ فَمَرِضَ فَقَالَ -[8]- أَحَدُهُمْ: " إِمَّا أَنْ تُمَرِّضُوهُ وَلَيْسَ لَكُمْ مِنْ مِيرَاثِهِ شَيْءٌ وَإِمَّا أَنْ أُمَرِّضُهُ وَلَيْسَ لِي مِنْ مِيرَاثِهِ شَيْءٌ، قَالُوا: مَرِّضْهُ وَلَيْسَ لَكَ مِنْ مِيرَاثِهِ شَيْءٌ. قَالَ: فَمَرَّضَهَ حَتَّى مَاتَ وَلَمْ يَأْخُذْ مِنْ مِيرَاثِهِ شَيْئًا، قَالَ: فَأُتِيَ فِي النَّوْمِ فَقِيلَ لَهُ: ائْتِ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا فَخُذْ مِنْهُ مِائَةَ دِينَارٍ. فَقَالَ فِي نَوْمِهِ: أَفِيهَا بَرَكَةٌ؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: فَأَصْبَحَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لِامْرَأَتِهِ فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: خُذْهَا فَإِنَّ مِنْ بَرَكَتِهَا أَنْ نَكْتَسِيَ مِنْهَا وَنَعِيشَ مِنْهَا، فَأَبَى، فَلَمَّا أَمْسَى أُتِيَ فِي النَّوْمِ فَقِيلَ لَهُ: ائْتِ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا فَخُذْ مِنْهُ عَشْرَةَ دَنَانِيرَ فَقَالَ: أَفِيهَا بَرَكَةٌ؟ قَالُوا: لَا. فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ ذَلِكَ لِامْرَأَتِهِ فَقَالَتْ لَهُ مِثْلَ مَقَالَتِهَا الْأُولَى فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَهَا، فَأُتِيَ فِي اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ فَقِيلَ لَهُ: ائْتِ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا فَخُذْ مِنْهُ دِينَارًا فَقَالَ: أَفِيهِ بَرَكَةٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَذَهَبَ فَأَخَذَهُ ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ إِلَى السُّوقِ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ يَحْمِلُ حُوتَيْنِ، فَقَالَ: بِكَمْ هُمَا؟ قَالَ: بِدِينَارٍ. قَالَ: فَأَخَذَهُمَا مِنْهُ بِدِينَارٍ ثُمَّ انْطَلَقَ بِهِمَا فَلَمَّا دَخَلَ بَيْتَهُ شَقَّ بَطْنَهُمَا فَوَجَدَ فِي بَطْنِ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا دُرَّةً لَمْ يَرَ النَّاسُ مِثْلَهُمَا. قَالَ: فَبَعَثَ الْمَلِكُ يَطْلُبُ دُرَّةً يَشْتَرِيَهَا فَلَمْ تُوجَدْ إِلَّا عِنْدَهُ فَبَاعَهَا بِوَقْرِ ثَلَاثِينَ بَغْلًا ذَهَبًا، فَلَمَّا رَآهَا الْمَلِكُ قَالَ: §مَا تَصْلُحُ هَذِهِ إِلَّا بِأُخْتٍ، اطْلُبُوا أُخْتَهَا وَإِنْ أُضْعِفْتُمْ، قَالَ: فَجَاءُوهُ فَقَالُوا: أَعِنْدَكَ أُخْتُهَا وَنُعْطِيكَ ضِعْفَ مَا أَعْطَيْنَاكَ؟ قَالَ: وَتَفْعَلُونَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَأَعْطَاهُمْ إِيَّاهَا بِضِعْفِ مَا أَخَذُوا الْأُولَى "

الصفحة 7