كتاب صحيح البخاري (اسم الجزء: 4)

بَابُ صِفَةِ النَّارِ، وَأَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ "
{غَسَّاقًا} [النبأ: ٢٥] يُقَالُ: غَسَقَتْ عَيْنُهُ وَيَغْسِقُ الجُرْحُ، وَكَأَنَّ الغَسَاقَ وَالغَسْقَ وَاحِدٌ، {غِسْلِينُ} [الحاقة: ٣٦] كُلُّ شَيْءٍ غَسَلْتَهُ فَخَرَجَ مِنْهُ شَيْءٌ فَهُوَ غِسْلِينُ، فِعْلِينُ مِنَ الغَسْلِ مِنَ الجُرْحِ وَالدَّبَرِ " وَقَالَ عِكْرِمَةُ: {حَصَبُ جَهَنَّمَ} [الأنبياء: ٩٨]: «حَطَبُ بِالحَبَشِيَّةِ» وَقَالَ غَيْرهُ: {حَاصِبًا} [الإسراء: ٦٨]: الرِّيحُ العَاصِفُ، وَالحَاصِبُ مَا تَرْمِي بِهِ الرِّيحُ، وَمِنْهُ {حَصَبُ جَهَنَّمَ} [الأنبياء: ٩٨]: يُرْمَى بِهِ فِي جَهَنَّمَ هُمْ حَصَبُهَا، وَيُقَالُ: حَصَبَ فِي الأَرْضِ ذَهَبَ، وَالحَصَبُ مُشْتَقٌّ مِنْ حَصْبَاءِ الحِجَارَةِ، {صَدِيدٌ} [إبراهيم: ١٦]: قَيْحٌ وَدَمٌ، {خَبَتْ} [الإسراء: ٩٧]: طَفِئَتْ، {تُورُونَ} [الواقعة: ٧١]: تَسْتَخْرِجُونَ، أَوْرَيْتُ أَوْقَدْتُ، {لِلْمُقْوِينَ} [الواقعة: ٧٣]: لِلْمُسَافِرِينَ، وَالقِيُّ القَفْرُ " وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {صِرَاطُ الجَحِيمِ} [الصافات: ٢٣]: «سَوَاءُ الجَحِيمِ وَوَسَطُ الجَحِيمِ»، {لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ} [الصافات: ٦٧]: «يُخْلَطُ طَعَامُهُمْ وَيُسَاطُ بِالحَمِيمِ»، {زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ} [هود: ١٠٦]: «صَوْتٌ شَدِيدٌ، وَصَوْتٌ ضَعِيفٌ»، {وِرْدًا} [مريم: ٨٦]: «عِطَاشًا»، {غَيًّا} [مريم: ٥٩]: «خُسْرَانًا» وَقَالَ مُجَاهِدٌ {يُسْجَرُونَ} [غافر: ٧٢]: «تُوقَدُ بِهِمُ النَّارُ»، {وَنُحَاسٌ} [الرحمن: ٣٥]: «الصُّفْرُ، يُصَبُّ عَلَى رُءُوسِهِمْ». يُقَالُ {ذُوقُوا} [آل عمران: ١٨١]: «بَاشِرُوا وَجَرِّبُوا، وَلَيْسَ هَذَا مِنْ ذَوْقِ الفَمِ»، {مَارِجٌ} [الرحمن: ١٥]: «خَالِصٌ مِنَ النَّارِ، مَرَجَ الأَمِيرُ رَعِيَّتَهُ إِذَا خَلَّاهُمْ يَعْدُو بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ»، {مَرِيجٍ} [ق: ٥]: «مُلْتَبِسٍ، مَرِجَ أَمْرُ النَّاسِ اخْتَلَطَ»، {مَرَجَ البَحْرَيْنِ} [الفرقان: ٥٣]: «مَرَجْتَ دَابَّتَكَ تَرَكْتَهَا»
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
[ ش (غساقا) يقال غسق الجرح إذا سال منه ماء أصفر والغساق المنتن الذي يسيل من صديد وقيح ودموع أهل النار والغسق الظلمة. (الدبر) ما يصيب الإبل من الجراحات. (حاصبا) اللفظ وارد أيضا في / العنكبوت ٤٠ / و / القمر ٣٤ / و / الملك ١٧ /. (خبت) سكنت وخمد لهبها. (سواء الجحيم) وسطها وسواء الشيء وسطه واللفظ في / الصافات ٥٥ /. (لشوبا) الشوب الخلط أو المخلوط والحميم الماء الحار. (يساط) يحرك ليختلط ومنه المسوط وهو الخشبة التي يحرك بها ما في الخليط. (زفير. .) ويطلق الزفير على الصوت الناشئ من إخراج النفس والشهيق رد النفس إلى الداخل في طول. (وردا) عطاشا قاصدين الارتواء وإنما أمامهم النار والورد المنهل. (غيا) والغي العذاب والضلال. (الصفر. .) وهو النحاس الجيد الذي يعمل منه الآنية يصب فوق رؤوسهم حال انصهاره]
٣٢٥٨ - حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُهَاجِرٍ أَبِي الحَسَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَقَالَ: «أَبْرِدْ» ثُمَّ قَالَ: «أَبْرِدْ» حَتَّى فَاءَ الفَيْءُ، يَعْنِي لِلتُّلُولِ ثُمَّ قَالَ: «أَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ»
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٣٠٨٥ (٣/١١٨٩) -[ ر ٥١١]
٣٢٥٩ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «أَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ فَإِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ»
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٣٠٨٦ (٣/١١٩٠) -[ ش (فيح) الفيح سطوع الحر يقال فاحت القدر تفيح وتفوح إذا غلت وأصله السعة ومنه أرض فيحاء أي واسعة]
[ر ٥١٣]
٣٢٦٠ - حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ: رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ "
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٣٠٨٧ (٣/١١٩٠) -[ ش (الزمهرير) شدة البرد وهو الذي أعده الله تعالى عذابا للكفار في جهنم]
[ر ٥١٢]
٣٢٦١ - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ هُوَ العَقَدِيُّ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ، قَالَ: كُنْتُ أُجَالِسُ ⦗١٢١⦘ ابْنَ عَبَّاسٍ بِمَكَّةَ فَأَخَذَتْنِي الحُمَّى، فَقَالَ أَبْرِدْهَا عَنْكَ بِمَاءِ زَمْزَمَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ «الحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ أَوْ قَالَ بِمَاءِ زَمْزَمَ - شَكَّ هَمَّامٌ -»
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٣٠٨٨ (٣/١١٩٠) -[ ش (فيح) في المصباح فاحت النار فيحا انتشرت. وهذا الوارد في الحديث نوع من الطب ووصف للدواء الذي لا يشك في حصول الشفاء به لمن ناسبه ووافق مزاجه والدواء يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال ولذلك يرجع فيه إلى أصحاب الاختصاص الصادقين الصالحين ولا غضاضة في ذلك من حديث الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم]

الصفحة 120