كتاب صحيح البخاري (اسم الجزء: 4)

٣٤٠٩ - حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَخْرَجَتْكَ خَطِيئَتُكَ مِنَ الجَنَّةِ، فَقَالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَاتِهِ وَبِكَلَامِهِ، ثُمَّ تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ " فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى مَرَّتَيْنِ»
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٣٢٢٨ (٣/١٢٥١) -[ ش (احتج) أتى كل منهما بحجة على ما يقول. (اصطفاك) اختارك وجعلك خالصا صافيا عن كل شائبة لا تليق بك. (برسالاته) أسفار التوراة. (قدر علي) أي ظهر بعد الوقوع أن الله تعالى قدر علي أن أفعله لحكمة يعلمها فليس لك أن تلومني على أمر ظهر أنه قدر الله تعالى لا سيما وقد تبت وتاب الله علي فلا يلام أحد شرعا بعد التوبة. (فحج) غلبه بالحجة وظهر عليه بها. (مرتين) أي كرر قوله صلى الله عليه وسلم مرتين]
[٤٤٥٩، ٤٤٦١، ٦٢٤٠، ٧٠٧٧]
٣٤١٠ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَوْمًا قَالَ: " عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، وَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الأُفُقَ، فَقِيلَ: هَذَا مُوسَى فِي قَوْمِهِ "
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٣٢٢٩ (٣/١٢٥١) -[ ش أخرجه مسلم في الإيمان باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب رقم ٢٢٠. (عرضت علي الأمم) الظاهر أن هذا العرض كان في الرؤيا. (سوادا) كناية عن الجماعة الكثيرة. (الأفق) ناحية السماء]
[٥٣٧٨، ٥٤٢٠، ٦١٠٦، ٦١٧٥]
بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ} [التحريم: ١١]- إِلَى قَوْلِهِ - {وَكَانَتْ مِنَ القَانِتِينَ} [التحريم: ١٢]
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
[ ش (إلى قوله) وتتمتها {إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين. (ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه}. (وضرب الله مثلا) مثل حال المؤمنين كيف أنهم يخرجون أحيانا من باطن الكفر ولا يضرهم أن من لهم صلة بهم من الأقارب كفار ولا يغير ذلك من ثباتهم وصدقهم كما لا ينقص من ثوابهم وقربهم من الله عز وجل وكان ذلك المثل بامرأة فرعون رضي الله عنها. (ومريم. .) أي وضرب مثلا أيضا لإعانة المؤمنين وما يؤتونه من الكرامات في الدنيا والآخرة بمريم عليها السلام. (أحصنت فرجها) حفظته من الرجال عامة ومن الفاحشة خاصة. (فنفخنا فيه من روحنا) جعلنا فيه مخلوقا حيا بأمرنا وقدرتنا. (بكلمات ربها وكتبه) بشرائعه المحكمة وكتبه المنزلة. (القانتين) المطيعين العابدين]
٣٤١١ - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُرَّةَ الهَمْدَانِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ: إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ "
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٣٢٣٠ (٣/١٢٥٢) -[ ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب فضائل خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها رقم ٢٤٣١. (كمل) تناهى في جميع الفضائل التي تكون للجنس عامة. (الثريد) الخبز المكسر الذي وضع عليه اللحم والمرق. (سائر) باقي الأنواع من الطعام]
[٣٢٥٠، ٣٥٥٨، ٥١٠٢]
بَابُ {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى} [القصص: ٧٦] الآيَةَ "
{لَتَنُوءُ} [القصص: ٧٦]: لَتُثْقِلُ " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " {أُولِي القُوَّةِ} [القصص: ٧٦] لَا يَرْفَعُهَا العُصْبَةُ مِنَ الرِّجَالِ. يُقَالُ: {الفَرِحِينَ} [القصص: ٧٦]: المَرِحِينَ، {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ} [القصص: ٨٢]: مِثْلُ: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ {يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ} [الرعد: ٢٦]: وَيُوَسِّعُ عَلَيْهِ وَيُضَيِّقُ "
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
[ ش (الآية) وتتمتها {فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين}. (من قوم موسى) من عشيرته. (فبغى عليهم) ظلمهم وقد كان عاملا لفرعون. (الكنوز) الأموال المدخرة في الخزائن. (بالعصبة) بالجماعة الكثيرة. (لا تفرح) لا تبطر وتتكبر]
بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} [الأعراف: ٨٥] "
إِلَى أَهْلِ مَدْيَنَ، لِأَنَّ مَدْيَنَ بَلَدٌ، وَمِثْلُهُ {وَاسْأَلِ القَرْيَةَ} [يوسف: ٨٢]: وَاسْأَلْ {العِيرَ} [يوسف: ٧٠]: يَعْنِي أَهْلَ القَرْيَةِ وَأَهْلَ العِيرِ، {وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا} [هود: ٩٢]: لَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَيْهِ، يُقَالُ إِذَا لَمْ يَقْضِ حَاجَتَهُ: ظَهَرْتَ حَاجَتِي وَجَعَلْتَنِي ظِهْرِيًّا. قَالَ: الظِّهْرِيُّ أَنْ تَأْخُذَ مَعَكَ دَابَّةً أَوْ وِعَاءً تَسْتَظْهِرُ بِهِ، مَكَانَتُهُمْ وَمَكَانُهُمْ وَاحِدٌ، {يَغْنَوْا} [الأعراف: ٩٢]: يَعِيشُوا، {تَأْسَ} [المائدة: ٢٦]: تَحْزَنْ ⦗١٥٩⦘. {آسَى} [الأعراف: ٩٣]: أَحْزَنُ " وَقَالَ الحَسَنُ: {إِنَّكَ لَأَنْتَ الحَلِيمُ} [هود: ٨٧] يَسْتَهْزِئُونَ بِهِ وَقَالَ مُجَاهِدٌ: (لَيْكَةُ) الأَيْكَةُ، {يَوْمِ الظُّلَّةِ} [الشعراء: ١٨٩]: إِظْلَالُ الغَمَامِ العَذَابَ عَلَيْهِمْ
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
[ ش (قال) أي البخاري رحمه الله تعالى. (تستظهر به) تتقوى به. (مكانتهم) يشير إلى ما ورد في قصة شعيبب عليه السلام في قوله تعالى {ويا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل} / هود ٩٣ /. أي اعملوا بحسب ما تمليه عليكم حالكم في الكفر أما أنا فسأعمل ما يقتضيه إيماني. أو إلى قوله تعالى {ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم} / يس ٦٧ /. أي في مكانهم. (يستهزؤن به) أي بشعيب عبليه السلام لأن غرضهم أن يقولوا أنت السفيه الغوي. (ليكة. .) أشار إلى قوله تعالى {كذب أصحاب الأيكة المرسلين} / الشعراء ١٧٦ /. والأيكة الشجرة الملتفة وأصحاب الأيكة قوم شعيب عليه السلام وكانت مساكنهم كثيفة الأشجار وليكة بمعناها وقرئ بهما واللفظ متكرر في / الحجر ٧٨ / و / ص ١٣ / و / ق ١٤ /. (إظلال الغمام) قيل حبس عنهم الهواء وسلط عليهم الحر فأخذ بأنفاسهم فخرجوا إلى البرية فأظلتهم سحابة وجدوا لها بردا ونسيما فاجتمعوا تحتها فأمطرت عليهم نارا فاحترقوا جميعا]

الصفحة 158