كتاب تفسير مقاتل بن سليمان (اسم الجزء: 4)

واللبن، والعسل، ثم قال: فَصَلِّ لِرَبِّكَ يعني الصلوات الخمس وَانْحَرْ- 2- البدن يوم النحر فإن المشركين لا يصلون ولا يذبحون لله- عز وجل-[254] إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ- 3- وذلك أن النبي- صلى الله عليه وسلم- دخل المسجد الحرام من باب بني سهم بن عمرو بن هصيص، وأناس من قريش جلوس في المسجد فمضى النبي- صلى الله عليه وسلم-، ولم يجلس حتى خرج من باب الصفا، فنظروا إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- حين خرج ولم يروه حين دخل، ولم يعرفوه، فتلقاه العاص بن وائل السهمي بن هشام ابن سعد بن سهم على باب الصفا، وهو «1» يدخل، وكان النبي- صلى الله عليه وسلم- «قد «2» » توفي ابنه عبد الله، وكان الرجل إذا مات ولم يكن له من بعده ابن يرثه سمي الأبتر فلما انتهى العاص إلى المقام، قالوا: من الذي تلقاك؟ قال:
الأبتر فنزلت «إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ» يعني إن مبغضك هو الأبتر يعني العاص ابن وائل السهمي «هو الذي «3» » أبتر من الخير، وأنت يا محمد ستذكر معي إذا ذكرت فرفع الله- عز وجل- له ذكره في الناس عامة، فيذكر النبي- صلى الله عليه وسلم- في كل عيد للمسلمين «في صلواتهم «4» » ، وفي الأذان، والإقامة، وفي كل موطن حتى خطبة النساء، وخطبة الكلام، وفى الحاجات.
__________
(1) الضمير يعود على العاص، والمعنى بينما كان النبي- صلى الله عليه وسلم- خارجا من باب الصفا، كان العاص داخلا.
(2) «قد» : زيادة اقتضاها السياق.
(3) فى ف: «الذي هو» .
(4) فى أ: «وفى صلاتهم» ، وفى ف: «فى صلواتهم» . [.....]

الصفحة 880