كتاب تفسير مقاتل بن سليمان (اسم الجزء: 4)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ واسمه عبد العزى بن عبد المطلب، وهو عم النبي- صلى الله عليه وسلم- وإنما سمي أبو لهب لأن وجنتيه «كانتا حمراوين، كأنما يلتهب منهما النار «1» » ، وذلك أنه لما نزلت «وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ «2» » يعني بني هاشم، وبني المطلب، وهما ابنا عبد مناف بن قصي،
قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: يا علي، قد أمرت أن أنذر عشيرتي الأقربين، فاصنع لي طعاما حتى أدعوهم عليه وأنذرهم. فاشترى علي- رحمة الله عليه- «رجل شاة «3» » فطبخها وجاء بعس من لبن، فدعا النبي- صلى الله عليه وسلم- بني هاشم، وبني المطلب إلى طعامه، وهم أربعون رجلا غير رجل، على رجل شاة، وعس من لبن، فأكلوا حتى شبعوا، وشربوا حتى رووا. فقال أبو لهب: لهذا ما سحركم به، الرجال «العشرة «4» » منا يأكلون الجذعة، ويشربون العس، وإن محمدا قد أشبعكم أربعين رجلا من رجل شاة، ورواكم من عس من لبن فلما سمع ذلك منه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- شق عليه، ولم ينذرهم تلك الليلة، وأمر النبي «عليا «5» » أن يتخذ لهم ليلة
__________
(1) الجملة مضطربة فى أ، ف، ففي: أ «كانا حمراوين كأنها تلتهب منها النار» ، وفى ف: «كانتا حمراوان كأنها تلهب منهما النار» وفى ل: «كانا حمراوين كأنما يلتهب منهما النار» .
(2) سورة الشعراء: 214.
(3) فى أ: «رحل سخلة» .
(4) فى أ، ف: «العشيرة» ، وفى ل: «العشرة» .
(5) «عليا» : من ف، وهي ساقطة من أ.

الصفحة 913