كتاب المنهل الحديث في شرح الحديث (اسم الجزء: 4)

لتؤدي مهمتها ويدافع بعضها عن بعض ينبغي أن يتكاتف المؤمنون ليعيشوا في قوة ومنعه
بفضل هذه الصفات ساد المسلمون وعزوا وقهروا وحكموا ويتناسيها والبعد عنها ضعفوا وذلوا وقهروا وحكموا فما أوضح النار لذي عينين {إنما يتذكر أولوا الألباب}

-[المباحث العربية]-
(ترى المؤمنين في تراحمهم) الخطاب لكل من يتأتى له الخطاب والجار والمجرور متعلق بمحذوف حال من المؤمنين والتراحم من باب التفاعل الذي يستدعي اشتراك الجماعة في أصل الفعل والرحمة رقة القلب وفي للسببية أو للظرفية المجازية
(وتوادهم) أي تحابهم وأصله تواددهم فأدغمت الدال في الدال وهو تفاعل من الود
(وتعاطفهم) أي تعاونهم كما يعطب الثوب على الثوب والحبل على الحبل ليقويه قال بعضهم هذه الألفاظ الثلاثة متقاربة في المعنى لكن بينها فرق لطيف أما التراحم فالمراد به أن يرحم بعضهم بعضا بأخوة الإيمان لا بسبب شيء آخر ويكون ممن الأعلى للأدنى غالبا وأما التواد فالمراد به التواصل الجالب للمحبة كالتزاور والتهادي ويكون بين المتقاربين غالبا وأما التعاطف فالمراد به إعانة بعضهم بعضا في الملمات والشدائد ويكون من الأدنى إلى الأعلى وبالعكس فالأوصاف الثلاثة تربط بين طوائف المؤمنين في حالات الشدة وحالات الرخاء
(كمثل الجسد) الكاف اسم بمعنى مثل مفعول ثان لترى على جعلها علمية وحال على جعلها بصرية أي ترى المؤمنين في حالة كذا وكذا مشبهين صفة الجسد ووجه الشبهة التوافق والتأثر بالتعب والراحة قال القاضي عياض تشبيه المؤمنين بالجسد الواحد تمثيل صحيح وذلك بأن شبهت الهيئة الحاصلة من الجسد وأعضائه وارتباط كل عضو بالآخر بجامع

الصفحة 165