كتاب المنهل الحديث في شرح الحديث (اسم الجزء: 4)

حذف المضاف وهو "أنفس" فانفصل الضمير وانتصب فصار "إياكم" و"الظن" معطوف على هذا الضمير المنصوب
(فإن الظن أكذب الحديث) الفاء تعليلية والمراد من الحديث حديث النفس والمراد بالكذب لازمه وهو سوء الأثر
(ولا تحسسوا ولا تجسسوا) الأولى بالحاء من الحس وهو الإدراك بإحدى الحواس الخمس والثانية بالجيم من الجس وهو اختبار الشيء باليد فهو عطف الخاص على العام وقيل كلاهما بمعنى واحد فذكر الثاني للتأكيد كقولهم بعدا وسحقا والمراد لا تبحثوا عن عيوب الناس ولا تتبعوها
(ولا تناجشوا) من النجش وهو أن يزيد في السلعة أكثر من ثمنها دون أن يقصد شراءها بل ليغرر غيره فيوقعه فيها وكذلك في النكاح
(ولا تحاسدوا) الحسد تمني الشخص زوال النعمة عن مستحقها أما تمني مثل ما للغير فهو غبطة محمودة وأما تمني زوال النعمة عن ظالم استعمل النعمة في ظلم الناس فإنه لا يسمى حسدا
(ولا تباغضوا) أي لا تتعاطوا أسباب البغض لأن البغض نفسه لا يكتسب ابتداء
(ولا تدابروا) أصل التدابر أن يعطي كل واحد من المتدابرين أخاه دبره وقفاه والمراد هنا إعراض البعض عن البعض قال الهروي التدابر التقاطع يقال تدابر القوم أي أدبر كل واحد عن صاحبه والتفاعل في الأربعة ليس على بابه حتى يشترط وقوعه من متعدد بل النهي متوجه على الفعل ولو كان من جانب واحد
(وكونوا عباد الله إخوانا) عباد الله منصوب على النداء أو على الاختصاص "إخوانا" خبر "كونوا" أو "عباد الله" خبر أول "إخوانا" خبر ثان ويصح أن يكون "عباد الله" خبرا و"إخوانا" بدلا منه قال الحافظ هذه الجملة تشبه النتيجة لما تقدم كأنه قال إذا تركتم هذه المنهيات كنتم إخوانا

الصفحة 174