كتاب المنهل الحديث في شرح الحديث (اسم الجزء: 4)

-[المباحث العربية]-
(عن عبد الله) بن مسعود رضي الله عنه وهو المراد عند إطلاق البخاري إذا كان الراوي عنه كوفيا
(إن الصدق يهدي إلى البر) وفي رواية "عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر" والصدق يطلق على صدق اللسان وهو مطابقة الخبر للواقع وعلى صدق النية وهو الإخلاص في القول والفعل وهذا يستلزم صدق اللسان لاقتضائه استواء سريرة المخلص وعلانيته (ويهدي) من الهداية وهي الدلالة الموصلة إلى البغية (البر) أصله التوسع في الخير والمراد به العمل الخالص من كل مذموم وهو اسم جامع للخيرات كلها
(وإن الرجل ليصدق) زاد في رواية (ويتحرى الصدق)
(حتى يكون) وفي رواية "حتى يكتب عند الله"
(صديقا) صيغة مبالغة قال ابن بطال أراد أنه يتكرر منه الصدق حتى يستحق اسم المبالغة في الصدق
(وإن الكذب يهدي إلى الفجور) قال الراغب أصل الفجر الشق فالفجور شق ستر الديانة ويطلق على الميل إلى الفساد وعلى الانبعاث في المعاصي وهو اسم جامع للشرور وهو والبر متقابلان قال تعالى {إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم}

-[فقه الحديث]-
ظاهر قوله (حتى يكتب عند الله كذابا) يتعارض مع ما ثبت من أن حكم الله أزلي ولهذا قيل في معناه حتى يظهره الله للملأ الأعلى أو حتى يلقي الله ذلك في قلوب الناس وألسنتهم ويكتبوا اسمه مع أسماء الكذابين فيستحق بذلك صفتهم وعقابهم وزيادة (ويتحرى الصدق) و (يتحرى الكذب) في بعض الروايات تشير إلى أن من توقى الكذب بالقصد الصحيح إلى الصدق صار الصدق سجية له حتى يستحق الوصف به وكذلك عكسه

الصفحة 178