كتاب المنهل الحديث في شرح الحديث (اسم الجزء: 4)

(لأربع) تمييز العدد محذوف أي لأربع خصال
(لمالها) بدل من السابق بإعادة الجار للإشارة إلى استقلال كل في المقصد
(لحسبها) الحسب في الأصل الشرف بالآباء والأقارب مأخوذ من الحساب لأنهم كانوا إذا تفاخروا عدوا مناقبهم ومآثر آبائهم وحسبوها فيحكم لمن زاد عدده على غيره بالشرف وأما قوله صلى الله عليه وسلم "الحسب المال والكرم التقوى" فالمراد منه أن المال حسب من لا حسب له
(وجمالها) في هذه الرواية حذفت اللام الجارة للإشارة إلى أن هذه الصفة قد لا تقصد بذاتها بل تقصد تابعة لغيرها وفي مسلم بإعادتها في الأربع لإفادة أن كلا منها مستقل في الغرض
(فاظفر بذات الدين) الفاء واقعة في جواب شرط مقدر أي إذا تحققت ما فصلت لك فاظفر بذات الدين وذات بمعنى صاحبة وفي رواية لمسلم "فعليك بذات الدين" والخطاب لكل من يقصد النكاح
(تربت يداك) الجملة جواب لشرط محذوف تقديره إن خالفت ما أمرتك به وتفسيرها افتقرت يداك يقال ترب الرجل إذا افتقر ومعناه الأصلي التصقت يداه بالتراب ويلزمه الفقر وقيل هي كلمة جارية على ألسنتهم لا يراد بها حقيقة الدعاء بل القصد منها الحث على امتثال الأمر الذي قبلها وللعرب كلمات توسعوا فيها حتى أخرجوها عن حقيقتها لإرادة الإنكار أو اللتعجب أو التعظيم أو الحث على الشيء كما هنا ومن هذه الكلمات قاتلك الله لا أب لك

-[فقه الحديث]-
الكلام عن هذا الحديث يتعرض إلى النقاط التالية
1 - بيان هذه المقاصد الأربعة وهل هي مقاصد عادية أو شرعية
2 - بيان غيرها من المقاصد ووجه اقتصار الحديث عليها

الصفحة 31