كتاب المنهل الحديث في شرح الحديث (اسم الجزء: 4)

وهو ما ينتقل إليه الطعام بعد المعدة وجمعه مصران كقضيب وقضبان وجمع الجمع مصارين
(سبعة أمعاء) حقيقة العدد ليست مرادة وتخصيص السبعة للمبالغة في التكثير في الآحاد كقوله تعالى {والبحر يمده من بعده سبعة أبحر} كما أن السبعين للمبالغة في العشرات قال تعالى {إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم} والسبعمائة مبالغة في المئات وقيل حقيقة العدد مرادة وسيأتي توضيح ذلك في فقه الحديث

-[فقه الحديث]-
اختلف في معنى الحديث اختلاف كثيرا فقيل إن الحديث على ظاهره وأن أمعاء الإنسان سبعة المعدة والبواب والصائم والرقيق والأعور والقولون والمستقيم فالكافر لا يشبعه إلا ملء الأمعاء السبعة لشرهه والمؤمن لقناعته يشبعه ملء معي واحد وقيل إن شهوات الطعام سبع شهوة الطبع وشهوة النفس وشهوة العين وشهوة الفم وشهوة الأذن وشهوة الأنف وشهوة الجوع وهي الضرورية التي يأكل بها المؤمن أما الكافر فيأكل بالجميع
وقال الكثير من المحققين ليس المراد من الحديث ظاهره واختلفوا في توجيهه على أقوال أوجهها أنه مثل للمؤمن وزهده في الدنيا وللكافر وحرصه عليها فكأن المؤمن وزهده في الدنيا إنسان يأكل في معي واحد وكأن الكافر لشدة رغبته فيها واستكثاره منها إنسان يأكل في سبعة أمعاء فليس المراد حقيقة الأمعاء ولا خصوص الأكل وإنما المراد الحث على التقلل من الدنيا وللتنفير من الاستكثار منها فكأنه عبر عن تناول الدنيا بالأكل وعن أسباب ذلك بالأمعاء وقيل هو مثل للمؤمن وأكله الحلال وللكافر وأكله الحرام والحلال أقل من الحرام في الوجود كما تقول فلان يأكل الدنيا أكلا وقيل هو مثل لحال المؤمن وقناعته ولحال الكافر وشرهه

الصفحة 92