كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 4)

بْنُ الْأَشْعَثِ يَقُولُ: أَنَا أَعْلَمُ بِهَذَا مِنْ غَيْرِي، فَكَانَ يَقُولُ: عُقْبَةُ بْنُ أُهْبَانَ مُكَلَّمُ الذِّئْبِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ يَقَظَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى، قَالَ: وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ يَقُولُ: مُكَلَّمُ الذِّئْبِ أُهْبَانُ بْنُ أَوْسٍ الْأَسْلَمِيُّ، وَلَمْ يَرْفَعْ نَسَبَهُ: قَالَ وَكَانَ يَسْكُنُ يَيْنَ , وَهِيَ بِلَادُ أَسْلَمَ , فَبَيْنَا هُوَ يَرْعَى غَنَمًا لَهُ بِحَرَّةِ الْوَبَرَةَ , فَعَدَا الذِّئْبُ عَلَى شَاةٍ مِنْهَا , فَأَخَذَهَا مِنْهُ , فَتَنَحَّى الذِّئْبُ , فَأَقْعَى عَلَى ذَنْبِهِ قَالَ: وَيْحَكَ لِمَ تَمْنَعُ مِنِّي رِزْقًا رَزَقَنِيهِ اللَّهُ؟ فَجَعَلَ أُهْبَانُ الْأَسْلَمِيُّ يُصَفِّقُ بِيَدَيْهِ وَيَقُولُ: تَالَلَّهِ مَا رَأَيْتُ أَعْجَبَ مِنْ هَذَا، فَقَالَ الذِّئْبُ: إِنَّ أَعْجَبَ مِنْ هَذَا رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ هَذِهِ النَّخَلَاتِ، وَأَوْمَأَ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَحَدَرَ أُهْبَانُ غَنَمَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ , وَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَحَدَّثَهُ , فَعَجِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لِذَلِكَ , وَأَمَرَهُ إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ أَنْ يُحَدِّثَ بِهِ أَصْحَابَهُ , فَفَعَلَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «صَدَقَ فِي آيَاتٍ تَكُونُ قَبْلَ السَّاعَةِ» قَالَ: وَأَسْلَمَ أُهْبَانُ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم، وَكَانَ يُكْنَى أَبَا عُقْبَةَ، ثُمَّ نَزَلَ الْكُوفَةَ , وَابْتَنَى بِهَا دَارًا فِي أَسْلَمَ , وَتُوُفِّيَ بِهَا فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَوِلَايَةِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ
§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَدْرَدٍ وَاسْمُ أَبِي حَدْرَدٍ: سَلَامَةُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ أَبِي سَلَامَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مُسَابِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْسِ بْنِ هَوَازِنَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى قَالَ بَعْضُهُمُ: اسْمُ أَبِي حَدْرَدٍ: عَبْدُ اللَّهِ، وَيُكْنَى عَبْدَ اللَّهِ أَبَا مُحَمَّدٍ -[310]-، وَأَوَّلُ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْحُدَيْبِيَةُ، ثُمَّ خَيْبَرُ، وَمَا بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الْمَشَاهِدِ

الصفحة 309