كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 4)

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيرٍ الْغُبَرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: وَاللَّهِ لَا يَسْمَعُ بِي مُؤْمِنٌ وَلَا مُؤْمِنَةٌ إِلَّا أَحَبَّنِي، قَالَ: قُلْتُ: وَمَا يُعَلِّمُكَ ذَاكَ؟، قَالَ: فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ , فَتَأْبَى عَلَيَّ، قَالَ: فَدَعَوْتُهَا ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى الْإِسْلَامِ , فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا أَكْرَهُ , فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَنَا أَبْكِي , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَى الْإِسْلَامِ , فَتَأْبَى عَلَيَّ، وَإِنِّي دَعَوْتُهَا الْيَوْمَ , فَأَسْمَعَتْنِي فِيكَ مَا أَكْرَهُ , فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَى الْإِسْلَامِ , فَفَعَلَ، فَجِئْتُ فَإِذَا الْبَابُ مُجَافٌ , وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ , فَلَبِسَتْ دِرْعَهَا وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارِهَا , ثُمَّ قَالَتْ: ادْخُلْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَدَخَلْتُ , فَقَالَتْ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَجِئْتُ أَسْعَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَبْكِي مِنَ الْفَرَحِ كَمَا بَكَيْتُ مِنَ الْحُزْنِ، فَقُلْتُ: أَبْشِرْ يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَقَدْ أَجَابَ اللَّهُ دَعَوْتَكَ، قَدْ هَدَى اللَّهُ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَى الْإِسْلَامِ. ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُحَبِّبَنِي وَأُمِّيَ إِلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَإِلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ , فَقَالَ: «اللَّهُمَّ §حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هَذَا وَأُمَّهُ إِلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ» ، فَلَيْسَ يَسْمَعُ بِي مُؤْمِنٌ وَلَا مُؤْمِنَةٌ إِلَّا أَحَبَّنِي
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ -[329]-، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْتُ يَوْمًا مِنْ بَيْتِي إِلَى الْمَسْجِدِ لَمْ يُخْرِجْنِي إِلَّا الْجُوعُ، فَوَجَدْتُ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟، فَقُلْتُ: مَا أَخْرَجَنِي إِلَّا الْجُوعُ، فَقَالُوا: نَحْنُ وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنَا إِلَّا الْجُوعُ، فَقُمْنَا , فَدَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَقَالَ: «مَا §جَاءَ بِكُمْ هَذِهِ السَّاعَةَ» ؟، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ جَاءَ بِنَا الْجُوعُ، قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِطَبَقٍ فِيهِ تَمْرٌ , فَأَعْطَى كُلَّ رَجُلٍ مِنَّا تَمْرَتَيْنِ , فَقَالَ: «كُلُوا هَاتَيْنِ التَّمْرَتَيْنِ وَاشْرَبُوا عَلَيْهِمَا مِنَ الْمَاءِ , فَإِنَّهُمَا سَتَجْزِيَانِكُمْ يَوْمَكُمْ هَذَا» ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَأَكَلْتُ تَمْرَةً وَجَعَلْتُ تَمْرَةً فِي حُجْرَتِي , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ لِمَ رَفَعْتَ هَذِهِ التَّمْرَةَ» ؟ فَقُلْتُ: رَفَعْتُهَا لِأُمِّي، فَقَالَ: «كُلَّهَا فَإِنَّا سَنُعْطِيكَ لَهَا تَمْرَتَيْنِ» ، فَأَكَلْتُهَا فَأَعْطَانِي لَهَا تَمْرَتَيْنِ

الصفحة 328