كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 4)

قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَهُ وَهُوَ فِي مَجْلِسِ أَسْلَمَ , وَمَجْلِسُهُمْ قَرِيبٌ مِنَ الْمِنْبَرِ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْطُبُ النَّاسَ , ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى مَجْلِسِ أَسْلَمَ , فَيَقُولُ: §مُوتُوا سَرَوَاتِ أَسْلَمَ، مُوتُوا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يَا مَعْشَرَ أَسْلَمَ مُوتُوا، وَيَمُوتُ أَبُو هُرَيْرَةَ
قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ بَابٍ قَالَ: كُنْتُ أَصُبُّ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ إِدَاوَةٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ , فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ , فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟، قَالَ: السُّوقُ، فَقَالَ: §إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَشْتَرِيَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَرْجِعَ فَافْعَلْ، ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَقَدْ خِفْتُ اللَّهَ مِمَّا اسْتَعْجَلُ الْقَدَرَ
قَالَ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي فَضَالَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ذَكَرَ الْمَوْتَ , فَكَأَنَّهُ تَمَنَّاهُ , فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: وَكَيْفَ تَمَنَّى الْمَوْتَ بَعْدَ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم «§لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَتَمَنَّى الْمَوْتَ , لَا بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ , أَمَّا بَرٌّ فَيَزْدَادُ بِرًّا، وَأَمَّا فَاجِرٌ فَيُسْتَعْتَبُ» ؟، فَقَالَ: وَكَيْفَ لَا أَتَمَنَّى الْمَوْتَ وَأَنَا أَخَافُ أَنْ تُدْرِكَنِي سِتَّةٌ: التَّهَاوُنُ بِالذَّنْبِ، وَبَيْعُ الْحِكَمِ، وَتَقَاطُعُ الْأَرْحَامِ، وَكَثْرَةُ الشَّرْطِ، وَنَشْوُ الْخَمْرِ، وَيَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هَانِي الْبَهْرَانِيُّ الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ , فَقَالَ: اللَّهُمَّ اشْفِ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اللَّهُمَّ لَا §تُرْجِعُنِي، قَالَ: فَأَعَادَهَا مَرَّتَيْنِ , فَقَالَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ: يَا أَبَا سَلَمَةَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَمُوتَ فَمُتْ، فَوَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَأْتِيَ عَلَى الْعُلَمَاءِ زَمَنٌ يَكُونُ الْمَوْتُ أَحَبَّ إِلَى أَحَدِهِمْ مِنَ الذَّهَبِ الْأَحْمَرِ - أَوْ - لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَأْتِي الرَّجُلُ عَلَى قَبْرِ -[338]- الْمُسْلِمِ , فَيَقُولُ: وَدِدْتُ أَنِّي صَاحِبُ هَذَا الْقَبْرِ

الصفحة 337