كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 4)

§ثُمَّ أَحَدُ لِهْبٍ
§الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ الْأَزْدِيُّ
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: §بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْحَارِثَ بْنَ عُمَيْرٍ الْأَزْدِيَّ إِلَى مَلِكِ بُصْرَى بِكِتَابِهِ , فَلَمَّا نَزَلَ مُؤْتَةَ عَرَضَ لَهُ شُرَحْبِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْغَسَّانَيُّ , فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟، قَالَ: الشَّامُ، قَالَ: لَعَلَّكَ مِنْ رُسُلِ مُحَمَّدٍ؟، قَالَ: نَعَمْ، أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ بِهِ , فَأُوثِقَ رِبَاطًا، ثُمَّ قَدَّمَهُ , فَضَرَبَ عُنُقَهُ صَبْرًا. وَلَمْ يُقْتَلْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم رَسُولٌ غَيْرُهُ، وَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الْخَبَرَ , فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ , وَنَدَبَ النَّاسَ , وَأَخْبَرَهُمْ بِمَقْتَلِ الْحَارِثِ بْنِ عُمَيْرٍ وَمَنْ قَتَلَهُ، فَأَسْرَعُوا , فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ خُرُوجِهِمْ إِلَى غَزْوَةِ مُؤْتَةَ
§وَمِنْ قُضَاعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حِمْيَرَ ثُمَّ مِنْ جُهَيْنَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ سُودِ بْنِ أَسْلَمَ ابْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ
§عُقْبَةُ بْنُ عَامِرِ بْنِ عَبْسٍ الْجُهَنِيُّ وَيُكْنَى أَبَا عَمْرٍو
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، إِمْلَاءً عَلَيَّ قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُشَّانَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: بَلَغَنِي قَدُومُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم , وَأَنَا فِي غُنَيْمَةٍ لِي , فَرَفَضْتُهَا، ثُمَّ أَتَيْتُهُ , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ جِئْتُ أُبَايِعُكَ، فَقَالَ: «§بَيْعَةً عَرَبِيَّةً تُرِيدُ أَوْ -[344]- بَيْعَةَ هِجْرَةٍ؟» قَالَ: فَبَايَعْتُهُ , وَأَقَمْتُ , فَقَالَ يَوْمًا: «مَنْ كَانَ هُنَا مِنْ مَعْدٍ فَلْيَقُمْ» ، فَقَامَ رِجَالٌ , وَقُمْتُ مَعَهُمْ، فَقَالَ لِي: «اجْلِسْ» . قَالَ: فَفَعَلَ ذَاكَ بِي مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَسْنَا مِنْ مَعْدٍ؟، قَالَ: «لَا» ، قُلْتُ: مِمَّنْ نَحْنُ؟، قَالَ: «أَنْتُمْ مِنْ قُضَاعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِمْيَرَ»

الصفحة 343