كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 4)

إِلَى الْبَصْرَةِ، فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ: رَأَيْتُ مِنَ الْعَلَاءِ بْنِ الحَضْرَمِيِّ ثَلَاثَةَ أَشْيَاءَ لَا أَزَالُ أُحِبُّهُ أَبَدًا، رَأَيْتُهُ قَطَعَ الْبَحْرَ عَلَى فَرَسِهِ يَوْمَ دَارِينَ، وَقَدِمَ مِنَ الْمَدِينَةِ يُرِيدُ الْبَحْرَيْنِ , فَلَمَّا كَانَ بِالدَّهْنَاءِ نَفِدَ مَاؤُهُمْ فَدَعَا اللَّهَ , فَنَبَعَ لَهُمْ مِنْ تَحْتِ رَمْلَةٍ , فَارْتَوَوْا , وَارْتَحَلُوا , وَأُنْسِيَ رَجُلٌ مِنْهُمْ بَعْضَ مَتَاعِهِ , فَرَجَعَ فَأَخَذَهُ وَلَمْ يَجِدِ الْمَاءَ، وَخَرَجْتُ مَعَهُ مِنَ الْبَحْرَيْنِ إِلَى صَفِّ الْبَصْرَةِ , فَلَمَّا كُنَّا بِلَيَاسٍ مَاتَ , وَنَحْنُ عَلَى غَيْرِ مَاءٍ , فَأَبْدَى اللَّهُ لَنَا سَحَابَةً فَمُطِرْنَا , فَغَسَّلْنَاهُ , وَحَفَرْنَا لَهُ بِسُيُوفِنَا , وَلَمْ نُلْحِدْ لَهُ , وَدَفَنَّاهُ , وَمَضَيْنَا , فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: دَفَنَّاهُ وَلَمْ نُلْحِدْ لَهُ , فَرَجَعْنَا لِنُلْحِدَ لَهُ , فَلَمْ نَجِدْ مَوْضِعَ قَبْرِهِ. وَقَدِمَ أَبُو بَكْرَةَ الْبَصْرَةَ بِوَفَاةِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ
§شُرَيْحٌ الْحَضْرَمِيُّ
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ , عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّ شُرَيْحًا الْحَضْرَمِيَّ ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «ذَاكَ §رَجُلٌ لَا يَتَوَسَّدُ الْقُرْآنَ»
§عَمْرُو بْنُ عَوْفٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هُوَ يَمَانٍ حَلِيفٌ لِبَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. وَأَسْلَمَ قَدِيمًا , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم , وَرَوَى عَنْهُ

الصفحة 363