كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 4)

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ §عَرَابَةُ بْنُ أَوْسٍ سِنُّهُ يَوْمَ أُحُدٍ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَخَمْسَةَ أَشْهُرٍ , فَرَدَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَأَبَى أَنْ يُجِيزَهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَعَرَابَةُ بْنُ أَوْسٍ هُوَ الَّذِي مَدْحُهُ الشَّمَّاخُ بْنُ ضِرَارٍ الشَّاعِرُ، وَكَانَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ , فَأَوْقَرَ لَهُ رَاحِلَتَهُ تَمْرًا , فَقَالَ:
[البحر الوافر]
رَأَيْتُ عَرَابَةَ الْأَوْسِيَّ يَنْمِي ... إِلَى الْخَيْرَاتِ مُنْقَطِعَ الْقَرِينِ
إِذَا مَا رَايَةٌ رُفِعَتْ لِمَجْدٍ ... تَلَقَّاهَا عَرَابَةُ بِالْيَمِينِ
§عُلْبَةُ بْنُ يَزِيدَ الْحَارِثِيُّ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُوَ مِنَ الْمَعْرُوفِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَنَظَرْنَا فِي نَسَبِ بَنِي حَارِثَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ فَلَمْ نَجِدْ نَسَبَهُ
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ قطيرٍ الْحَارِثِيِّ، - وَاسْمُهُ يَحْيَى بْنُ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدٍ -، عَنْ حَرَامِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مُحَيِّصَةَ قَالَ: كَانَ عُلْبَةُ بْنُ زَيْدٍ الْحَارِثِيُّ وَذَوُوهُ أَقْوَامًا لَا مَالَ لَهُمْ وَلَا ثِمَارَ , فَلَمَّا جَاءَ الرُّطَبُ , قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَا تَمْرَ لَنَا، وَلَا ذَهَبَ عِنْدَنَا، وَلَا وَرِقَ، وَعِنْدَنَا تُمُورٌ مِمَّا تُرْسِلُ بِهِ إِلَيْنَا بَقِيَتْ مِنْكَ عَامَ الْأَوَّلِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «§فَاشْتَرُوا بِهَا رُطَبًا بِخَرْصِهَا» ، فَفَعَلُوا وَالْقَوْمُ يُحِبُّونَ أَنْ يَطْعِمُوا عُمَّالَهُمُ التَّمْرَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: هِيَ رُخْصَةٌ مِنَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم لَهُمْ وَمَكْرُوهٌ لِغَيْرِهِمْ. وَكَانَ عُلْبَةُ مِنَ الْفُقَرَاءِ فَجَعَلَ النَّاسُ يَتَصَدَّقُونَ

الصفحة 370