كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 4)

قَالُوا: وَكَانَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فِيمَنْ أُخْرِجَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ كَرْهًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ إِلَى بَدْرٍ، فَشَهِدَهَا وَأُسِرَ يَوْمَئِذٍ، وَكَانَ لَا مَالَ لَهُ، فَفَدَاهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى النَّوْفَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ الذَّهَبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ: «§انْظُرُوا مَنْ هَاهُنَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ» , قَالَ: فَجَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَنَظَرَ إِلَى الْعَبَّاسِ وَنَوْفَلٍ وَعَقِيلٍ، ثُمَّ رَجَعَ، فَنَادَاهُ عَقِيلٌ: يَا ابْنَ أُمِّ عَلِيٍّ أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتَنَا، فَجَاءَ عَلِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتُ الْعَبَّاسَ وَنَوْفَلًا وعَقِيلًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حَتَّى قَامَ عَلَى رَأْسِ عَقِيلٍ، فَقَالَ: «أَبَا يَزِيدَ قُتِلَ أَبُو جَهْلٍ» ، قَالَ: إِذًا لَا يُنَازِعُوا فِي تِهَامَةَ إِنْ كُنْتَ أَثَخَنْتَ الْقَوْمَ وَإِلَّا فَارْكَبْ أَكْتَافَهُمْ
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَشْيَاخِهِ، قَالَ: وَقَالَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم: مَنْ قَتَلْتَ مِنْ أَشْرَافِهِمْ؟ قَالَ: «§قُتِلَ أَبُو جَهْلٍ» قَالَ: الْآنَ صَفَا لَكَ الْوَادِي. قَالُوا: وَرَجَعَ عَقِيلٌ إِلَى مَكَّةَ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى خَرَجَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مُهَاجِرًا فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَمَانٍ، فَشَهِدَ غَزْوَةَ مُؤْتَةَ، ثُمَّ رَجَعَ، فَعَرَضَ لَهُ مَرَضٌ، فَلَمْ يُسْمَعُ لَهُ بِذِكْرٍ فِي فَتْحِ مَكَّةَ وَلَا الطَّائِفِ وَلَا خَيْبَرَ وَلَا فِي حُنَيْنٍ. وَقَدْ أَطْعَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِخَيْبَرَ مِائَةً وَأَرْبَعِينَ وَسْقًا كُلَّ سَنَةٍ
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ: أَصَابَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ §خَاتَمًا يَوْمَ مُؤْتَةَ فِيهِ تَمَاثِيلُ، فَأَتَى بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَنَفَّلَهُ إِيَّاهُ , فَكَانَ فِي يَدِهِ. قَالَ قَيْسٌ: فَرَأَيْتُهُ أَنَا بَعْدُ
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: جَاءَ -[44]- عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِمِخْيَطٍ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: خِيطِي بِهَذَا ثِيَابَكِ، فَبَعَثَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مُنَادِيًا: «أَلَا لَا §يَغُلَّنَّ رَجُلٌ إِبْرَةً فَمَا فَوْقَهَا» ، فَقَالَ عَقِيلٌ لِامْرَأَتِهِ: مَا أَرَى إِبْرَاتَكِ إِلَّا وَقَدْ فَاتَتْكِ "

الصفحة 43