كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 4)

قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: قَامَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ بَعْدَ قَتْلِ أَبِيهِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ، ثُمَّ جَاءَ مِنَ الْغَدِ، فَقَامَ مَقَامَهُ بِالْأَمْسِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§أُلَاقِي مِنْكَ الْيَوْمَ مَا لَاقَيْتُ مِنْكَ أَمْسِ»
قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ مُجَزِّزٌ الْمُدْلِجِيُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَرَأَى أُسَامَةَ، وَزَيْدًا عَلَيْهِمَا قَطِيفَةٌ، قَدْ غَطَّيَا رُءُوسَهُمَا، وَبَدَتْ أَقْدَامُهُمَا، فَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ §الْأَقْدَامَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ» ، قَالَتْ: فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَسْرُورًا قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثُونَا عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: «تَبْرُقُ أَسَارِيرُ وَجْهِهِ»
قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَسْرُورًا تَبْرُقُ أَسَارِيرُ وَجْهِهِ، فَقَالَ: " أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ §مُجَزِّزًا أَبْصَرَ آنِفًا إِلَى زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، فَقَالَ: إِنَّ بَعْضَ هَذِهِ الْأَقْدَامِ لَمِنْ بَعْضٍ " قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: قَالَ غَيْرُ هِشَامٍ أَبِي الْوَلِيدِ: فَسُرُّ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَنْ يُشْبِهَ أُسَامَةُ زَيْدًا
قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم §أَخَّرَ الْإِفَاضَةَ مِنْ عَرَفَةَ مِنْ أَجْلِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ يَنْتَظِرُهُ، فَجَاءَ غُلَامٌ أَفْطَسُ أَسْوَدُ، فَقَالَ أَهْلُ الْيَمَنِ: إِنَّمَا حُبِسْنَا مِنْ أَجْلِ هَذَا، قَالَ: فَلِذَلِكَ كَفَرَ أَهْلُ الْيَمَنِ مِنْ أَجْلِ ذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: قُلْتُ لِيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ: مَا يَعْنِي بِقَوْلِهِ: كَفَرَ أَهْلُ الْيَمَنِ مِنْ أَجْلِ هَذَا؟ فَقَالَ: رِدَّتُهُمْ حِينَ ارْتَدُّوا فِي زَمَنِ أَبِي بَكْرٍ، إِنَّمَا كَانَتْ لِاسْتِخْفَافِهِمْ بِأَمْرِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَيْسِ -[64]- بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَفَاضَ مِنْ عَرَفَةَ، وَهُوَ رَدِيفُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَكْبَحُ رَاحِلَتَهُ حَتَّى إِنَّ ذِفْرَاهَا لَيَكَادُ يُصِيبُ قَادِمَةَ الرَّحْلِ - وَرُبَّمَا قَالَ حَمَّادٌ: لَيَمَسُّ قَادِمَةَ الرَّحْلِ - وَيَقُولُ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمُ §السَّكِينَةَ وَالْوَقَارَ، فَإِنَّ الْبِرَّ لَيْسَ فِي إِيضَاعِ الْإِبِلِ»

الصفحة 63