كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 4)

قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَضَّلَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ , وَأَعْطَى أَبْنَاءَهُمْ دُونَ ذَلِكَ، وَفَضَّلَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: فَقَالَ لِي رَجُلٌ: فَضَّلَ عَلَيْكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ لَيْسَ بِأَقْدَمَ مِنْكِ سِنًّا، وَلَا أَفْضَلَ مِنْكَ هِجْرَةً وَلَا شَهِدَ مِنَ الْمَشَاهِدِ مَا لَمْ تَشْهَدْ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَكَلَّمْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَضَّلْتَ عَلَيَّ مَنْ لَيْسَ هُوَ بِأَقْدَمَ مِنِّي سِنًّا، وَلَا أَفْضَلَ مِنِّي هِجْرَةً، وَلَا شَهِدَ مِنَ الْمَشَاهِدِ مَا لَمْ أَشْهَدْ , قَالَ: وَمَنْ هُوَ؟ قُلْتُ: أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: صَدَقْتَ، لَعَمْرُ اللَّهِ فَعَلْتُ ذَلِكَ؛ لِأَنَّ §زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ عُمَرَ، وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَلِذَلِكَ فَعَلْتُ
قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: فَرَضَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ كَمَا فَرَضَ لِلْبَدْرِيِّينَ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، وَفَرَضَ لِي ثَلَاثَةَ آلَافٍ وَخَمْسَمِائَةٍ، فَقُلْتُ: لِمَ فَرَضْتَ لِأُسَامَةَ أَكْثَرَ مِمَّا فَرَضْتَ لِي، وَلَمْ يَشْهَدْ مَشْهَدًا إِلَّا وَقَدْ شَهِدْتُهُ؟ فَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ §أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْكَ، وَكَانَ أَبُوهُ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنْ أَبِيكَ
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا -[71]- مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، قَالَ: بَلَغَتِ النَّخْلَةُ عَلَى عَهْدِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، قَالَ: فَعَمَدَ أُسَامَةُ إِلَى نَخْلَةٍ، فَنَقَرَهَا، وَأَخْرَجَ جُمَّارَهَا، فَأَطْعَمَهَا أُمَّهُ، فَقَالُوا لَهُ: مَا يَحْمِلُكُ عَلَى هَذَا وَأَنْتَ تَرَى النَّخْلَةَ قَدْ بَلَغَتْ أَلْفَ دِرْهَمٍ؟ قَالَ: إِنَّ §أُمِّي سَأَلَتْنِيهِ، وَلَا تَسْأَلُنِي شَيْئًا أَقْدِرُ عَلَيْهِ إِلَّا أَعْطَيْتُهَا

الصفحة 70