كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 4)

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، وَسَعْدَ بْنَ مَالِكٍ دَخَلَا عَلَى سَلْمَانَ يَعُودَانِهِ، فَبَكَى، فَقَالَا لَهُ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: عَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم لَمْ يَحْفَظْهُ مِنَّا أَحَدٌ قَالَ: «لِيَكُنْ §بَلَاغُ أَحَدِكُمْ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ»
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَبَلَةُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، قَالَ: قَالَ أَصْحَابُ سَلْمَانَ لِسَلْمَانَ: أَوْصِنَا، فَقَالَ: مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ §يَمُوتَ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا أَوْ غَازِيًا أَوْ فِي نَقْلِ الْقِرَاءَةِ فَلْيَمُتْ، وَلَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ فَاجِرًا وَلَا خَائِنًا
قَالَ: أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ وَنَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا أَبْكِي جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ وَلَا حِرْصًا عَلَى الرَّجْعَةِ، وَلَكِنْ إِنَّمَا أَبْكِي لِأَمْرٍ عَهِدَهُ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أَخْشَى أَنْ لَا نَكُونَ حَفِظْنَا وَصِيَّةَ نَبِيِّنَا صلّى الله عليه وسلم، إِنَّهُ قَالَ لَنَا: «لِيَكُنْ §بَلَاغُ أَحَدِكُمْ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ»
قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: عَادَ الْأَمِيرُ سَلْمَانَ فِي مَرَضِهِ، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: أَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الْأَمِيرُ §فَاذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ هَمِّكَ إِذَا هَمَمْتَ، وَعِنْدَ لِسَانِكَ إِذَا حَكَمْتَ، وَعِنْدَ -[92]- يَدِكَ إِذَا قَسَمْتَ، قُمْ عَنِّي وَالْأَمِيرُ يَوْمَئِذٍ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ

الصفحة 91