كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 4)
قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ يُحَدِّثُ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ، قَالَ: كَانَ §إِسْلَامُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ثَالِثًا أَوْ رَابِعًا، وَكَانَ ذَلِكَ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَدْعُو سِرًّا، وَكَانَ يَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، وَيُصَلِّي فِي نَوَاحِي مَكَّةَ خَالِيًا، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا أُحَيْحَةَ، فَدَعَاهُ فَكَلَّمَهُ أَنْ يَدَعَ مَا هُوَ عَلَيْهِ، فَقَالَ خَالِدٌ: لَا أَدَعُ دِينَ مُحَمَّدٍ حَتَّى أَمُوتَ عَلَيْهِ، فَضَرَبَهُ أَبُو أُحَيْحَةَ بِقَرَّاعَةٍ فِي يَدِهِ حَتَّى كَسَرَهَا عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ إِلَى الْحَبْسِ، وَضَيَّقَ عَلَيْهِ، وَأَجَاعَهُ، وَأَعْطَشَهُ حَتَّى لَقَدْ مَكَثَ فِي حَرِّ مَكَّةَ ثَلَاثًا مَا يَذُوقَ مَاءً، فَرَأَى خَالِدٌ فُرْجَةً، فَخَرَجَ، فَتَغَيَّبَ عَنْ أَبِيهِ فِي نَوَاحِي مَكَّةَ حَتَّى حَضَرَ خُرُوجَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، فَلَهُوَ أَوَّلُ مَنْ خَرَجَ إِلَيْهَا
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ الْأَعَزِّ الْمَكِّيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَمِّهِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ §مَرِضَ، فَقَالَ: لَئِنْ رَفَعَنِي اللَّهُ مِنْ مَرَضِي هَذَا لَا يُعْبَدُ إِلَهُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ بِبَطْنِ مَكَّةَ، فَقَالَ -[96]- خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ عِنْدَ ذَلِكَ: اللَّهُمَّ لَا تَرْفَعُهُ
الصفحة 95