كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 4)

حَجِيجُهُ (¬1) يومَ الْقِيَامَةِ. رواه أبو داود. والأبناء مجهولون.

24 - وَعَنْ عَمْرو بْنِ الْحَمِقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم يَقُولُ: أَيُّمَا رَجُلٍ أَمَّنَ رَجُلاً عَلَى دَمِهِ ثُمَّ قَتَلَهُ، فَأَنَا مِنَ الْقَاتِلِ بَرِيءٌ (¬2)، وَإِنْ كانَ الْمَقْتُولُ كافِراً، رواه ابن ماجة وابن حبان في صحيحه، واللفظ له، وقال ابن ماجة فَإِنَّهُ يَحْمِلُ لِوَاءَ غَدْرٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة

25 - وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قالَ: مَنْ قَتَلَ نَفْساً مُعاهَدَةً بِغَيْرِ حَقِّها لَمْ يُرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَ الْجَنَّةِ لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ مِائَةِ عَامٍ (¬3).

26 - وفي رواية: مَنْ قَتَلَ مُعاهَداً في عَهْدِهِ لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ. رواه ابن حبان في صحيحه، وهو عند أبي داود والنسائي بغير هذا اللفظ، وتقدم.
[قوله: لم يرح] قال الكسائي: هو بضم الياءِ، من قوله: أرحت الشيءَ فأنا أريحه إذا وجدت ريحه، وقال أبو عمرو: لم يرح بكسر الراءِ من رحت أريح إذا وجدت الريح، وقال غيرهما: بفتح الياء والراء، والمعنى واحد، وهو شم الرائحة.

27 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قالَ: أَلاَ مَنْ قَتَلَ نَفْساً مُعَاهَدَةً لَهُ ذِمَّةُ اللهِ، وَذِمَّةُ رَسُولِهِ، فَقَدْ أَخْفَرَ بِذِمَّةِ اللهِ، فَلاَ يُرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسيرَةِ سَبْعِينَ خَرِيفاً (¬4). رواه ابن ماجة والترمذيّ،
¬_________
(¬1) خصمه الذي أقيم الحجة على ظلمه، ففيه الترهيب من قتل أي إنسان مال إليه وسكن بجواره وأعطاه الضمان والأمان والاطمئنان أو أمنه الحاكم، وكذا لا يصح ظلمه وأخذ أمواله ونهبه وسلبه وسرقته وخيانته، وهكذا من المكارم التي تدل على حسن المعاملة وحسن الضيافة، وانطلاق الوجه والبشاشة والمودة وطيب السريرة وديمقراطية الإسلام.
(¬2) غير منسوب إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم الخيانة ونقضه العهد.
(¬3) أي مسافة شم رائحتها نحو السفر على ناقة مسرعة 100 سنة أو 500 أو 70.
(¬4) سنة، يوصي صلى الله عليه وسلم بحسن الجوار وإكرام من يقصدك.

الصفحة 12