كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 4)

26 - وَعَنْ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ قالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم يَسْتَفْتِحُ (¬1) بِصَعَالِيكِ (¬2) المسْلِمِينَ. رواه الطبراني، ورواتُه رواة الصحيح، وهو مرسل.
وفي رواية: يَسْتَنْصِرُ بِصَعَالِيكِ الْمُسْلِمِينَ.
حديث يعقوب عليه السلام مع من آخاه في الله تعالى

27 - وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: كَانَ لِيَعْقُوبَ أَخٌ مُؤَاخٍ (¬3) فِي اللهِ تَعَالَى، فَقَالَ ذَاتَ يَوْمٍ: يَا يَعْقُوبُ (¬4) مَا الَّذِي أَذْهَبَ بَصَرَكَ (¬5)؟ قاَلَ: الْبُكَاءُ عَلَى يُوسُفَ (¬6). قالَ: مَا الَّذِي قَوَّسَ ظَهْرَكَ (¬7)؟ قالَ الْحُزْنُ عَلَى بِنْيَامِينَ، فَأَتَأهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا يَعْقُوبُ! إِنَّ اللهَ يُقْرِئُكَ السَّلاَمَ. وَيَقُولُ: أَمَا تَسْتَحِي أَنْ تَشْكُوَنِي إِلى غَيْرِي؟ قالَ: إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي (¬8) وَحُزْنِي إِلى اللهِ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: اللهُ أَعْلَمُ بِمَا تَشْكُو يَا يَعْقُوبُ، ثُمَّ قالَ يَعْقُوبُ: أَيْ رَبِّ أَمَا تَرْحَمُ (¬9) الشَّيْخَ الْكَبِيرَ! أَذْهَبْتَ بَصَرِي، وَقَوَّسْتَ ظَهْرِي، فازْدُدْ عَليَّ رَيْحَانَتِي أَشمُّهُ شَمَّةً قَبْلَ الْمَوْتِ، ثُمَّ اصْنَعْ بِي مَا أَرَدْتَ، قالَ: فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ يُقْرِئكَ السَّلامَ، وَيَقُولُ لَكَ: أَبْشِرْ، وَلْيَفْرِحْ قَلْبُكَ، فَوَعِزَّتِي لَوْ كَانَا مَيِّتَيْنِ لَنَشَرْتُهُمَا (¬10)، فاصْنَعْ طَعَاماً لِلْمَسَاكِين (¬11) فَإِنَّ أَحَبَّ عِبَادِي إِلَيَّ الأَنْبِيَاءُ والْمَسَاكِينُ، وَتَدْرِي (¬12)
لِمَ أَذْهَبْتُ بَصَرَكَ وَقَوَّسْتُ ظَهْرَكَ، وَصَنَعَ إِخْوَةُ يُوسُفَ بِيُوسُف مَا صَنَعُوا؟ إِنَّكُمْ ذَبَحْتُمْ شَاةً، فَأَتَاكُمْ مِسْكِينٌ يَتيم (¬13)، وَهُوَ صَائِمٌ، فَلَمْ تُطْعِمُوهُ مِنْهُ شَيْئاً. قَالَ: فَكانَ
¬_________
(¬1) يطلب الفتح والفوز.
(¬2) فقرائهم، ففيه أن الإنسان يتبرك ويستبشر بالضعفاء، كما قال صلى الله عليه وسلم "هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم".
(¬3) صديق متفق معه على طاعة الله تعالى.
(¬4) يوم يا يعقوب كذا د وع ص 324 - 2 وفي ن ط: يوم ليعقوب يا يعقوب.
(¬5) سأله صاحبه في الله عن السبب الذي أذهب ضوء عينيه.
(¬6) لفقده وذهابه.
(¬7) حناه.
(¬8) كشف ما انطويت عليه من الغم، وفي الغريب: أي غمي الذي يبثه عن كتمان فهو مصدر في تقدير مفعول أو بمعنى غمي الذي بث فكري نحو توزعني الفكر، فيكون في معنى الفاعل أهـ.
(¬9) توسل به سبحانه وتعالى يعقوب في الخلوة ودعاه وطلب الرأفة منه جل وعلا.
(¬10) لأحييتهما.
(¬11) اعمل موائد أكل للفقراء لله تعالى.
(¬12) هل تعلم ..
(¬13) فقير مات أبوه.

الصفحة 144