كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 4)

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: كُلُّ شَيْءٍ فَضَلَ (¬1) عَنْ ظِلِّ بَيْتٍ، وَكِسَرِ خُبْزٍ، وَثُوْبٍ يُوارِي عَوْرَةَ ابْنِ آدَمَ فَلَيْسَ لابْنِ آدَمَ فِيهِ حَقٌّ. قالَ الْحَسَنُ. فَقُلْتُ لِحُمْرَانَ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَأْخُذَ؟ وَكَانَ يُعْجِبُهُ الْجَمَالُ، يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنَّ الدُّنْيَا تَقَاعَدَتْ بِي.
[الجلف] بكسر الجيم وسكون اللام بعدهما فاء: هو غليظ الخبز وخشنه، وقال النضر بن شميل: هو الخبز ليس معه إدام.

19 - وَعَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمنِ الْجُبْلِي قالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاص، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: أَلَسْتُ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ؟ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ: أَلَكَ امْرَأَةٌ (¬2) تَأْوِي إِلَيْهَا؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: أَلَكَ مَسْكَنٌ (¬3)
تَسْكُنُهُ؟ قالَ: نَعَمْ. قالَ: فَأَنْتَ مِنَ الأَغْنِيَاءِ. قالَ: فَإِنِّي لِي خَادِماً؟ قالَ: فَأَنْتَ مِنَ الْمُلُوكِ. رواه مسلم موقوفاً.

20 - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: مَا فَوْقَ الإِزَارِ (¬4)، وَظِلِّ الحائِطِ، وَحَرِّ الماءِ فَضْلٌ (¬5) يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَوْ يُسْأَلُ عَنْهُ. رواه البزار، ورواته ثقات إلا ليث بن أبي سليم، وحديثه جيد في المتابعات

21 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يُقَالَ لَهُ: أَلَمْ أُصِحَّ لَكَ جِسْمَكَ (¬6)، وَأَرْوِكَ مِنَ الْمَاءِ البَارِدِ. ورواه ابن حبان في صحيحه والحاكم، وقال: صحيح الإسناد.
إن أردت اللحوق بي فليكفك من الدنيا كزاد الراكب

22 - وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قالَتْ: قالَ لِي رَسُولُ الله صلى اللهُ عليه وسلم: إِنْ أَرَدْتِ اللُّحُوقَ بِي (¬7) فَلْيَكْفِكِ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ (¬8)، وَإِيَّاكِ وَمُجَالَسَةَ (¬9)
¬_________
(¬1) زيادة داعية إلى الترف يسأل الله معطيها فيم استعمله؟ من باب نصر.
(¬2) زوجة ترجع إليها من عملك فتجد قرة عين وسروراً وحياة سعيدة.
(¬3) منزل تسكنه كذا ط وع، وفي ن د: تسكن إليه، وفي ن د: أنت، والمعنى ثنتان ملكتهما فعدك الله من الموسرين الأغنياء:
أ - زوجة.
ب - بيت، والثالثة خادم يقضي له حاجاته لراحته فعده عبد الله بن عمر بن العاص [وفي الأصل فعده صلى الله عليه وسلم] من الملوك.
(¬4) الرداء: أي الزائد عن ستر العورة.
(¬5) زيادة عن حق العبد يسأل عن نعيمها.
(¬6) ألم أعطك صحة ونضارة وأزيل ظمأك؟
(¬7) مرافقتي في الجنة.
(¬8) قدر زاد المسافر.
(¬9) احذري مجالسة أصحاب الأموال والثروة.

الصفحة 165