كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 4)

الآخِرَةِ، وَلكِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم عَهِدَ إِلَيْنَا عَهْداً مَا أَرَانِي إِلاَّ قَدْ تَعَدَّيْتُ. قالَ: وَمَا عَهِدَ إِلَيْكَ؟ قالَ عَهِدَ إلَيْنَا أَنَّهُ يَكْفِي أَحَدَكُمْ مِثْلُ زَادِ الرَّاكِبِ، وَلاَ أُرَانِي إِلاَّ قَدْ تَعَدَّيْتُ (¬1)، وَأَمَّا أَنْتَ يَا سَعْدُ فَاتَّقِ اللهَ (¬2) عِنْدَ حُكْمِكَ إِذَا حَكَمْتَ، وَعِنْدَ قَسْمِكَ (¬3) إِذَا قَسَمْتَ: وَعِنْدَ هَمِّك (¬4) إِذَا هَمَمْتَ. رواه ابن ماجة ورواته ثقات احتج بهم الشيخان إلا جعفر بن سليمان فاحتج به مسلم وحده.
[قال الحافظ]: وقد جاء في صحيح ابن حبان أن مال سلمان رضي الله عنه جُمِعَ، فبلغ خمسة عشر درهماً، وفي الطبراني: أن متاع سلمان بيع، فبلغ أربعة عشر درهماً، وسيأتي إن شاء الله.
يا أيها الناس هلموا إلى ربكم

25 - وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلى اللهُ عليه وسلم: ما طَلَعَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلاَّ بُعِثَ بِجَنْبَتَيْهَا (¬5) مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ يُسْمِعَانِ أَهْلَ الأَرْضِ إِلاَّ الثَّقَلَيْنِ (¬6): يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمُّوا إِلى رَبِّكُمْ (¬7). فَإِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى (¬8). رواه أحمد في حديث تقدم، ورواتُه رواة الصحيح وابن حبان في صحيحه والحاكم، وقال: صحيح الإسناد.

26 - وروى الطبراني من حديث فضالة عن أبي أمامة قال: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى
¬_________
(¬1) تجاوزت حدوده.
(¬2) اخش الله وخف عقابه واعدل ولا تظلم عند حكمك، كذا ط وع ص 333 - 2، وفي ن د: فاتق الله في حكمك.
(¬3) القسم إفراز النصيب: أي إذا أردت أن تعطي كل ذي حق حقه فخف ربك واعدل.
(¬4) الهم ما هممت به في نفسك، وهو الأصل، ولذا قال الشاعر (وهمك ما لم تمضه لك منصب)
قال الله تعالى [إذا هم قوم أن يبسطوا] أي خف الله عند تفكيرك في الإقدام على شيء، ومع ذلك تراه رضي الله عنه خائفاً من حساب ربه "مع نفيقة".
حسبك مما تبتغيه القوت ... والفقر فيما جاوز الكفافا
(¬5) بناحيتيها.
(¬6) الإنس والجن.
(¬7) أقبلوا على ربكم بطاعته وذكره.
(¬8) شغل عن عبادته.

الصفحة 168