كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 4)

وَقَلِيلٌ مَا هُمْ (¬1)، ثُمَّ قالَ لِي: مَكَانَكَ (¬2) لاَ تَبْرَحْ حَتَّى آتِيَكَ، الحديث. رواه البخاري واللفظ له ومسلم، وفي لفظ لمسلم قال:
انْتَهَيْتُ إِلى النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم وَهُوَ جَالِسٌ في ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَلَمَّا رَآنِي قالَ: هُمُ الأَخْسَرُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. قالَ: فَجِئْتُ حَتَّى جَلَسْتُ، فَلَمْ أَتَقَارَّ (¬3) أَنْ قُمْتُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: فِدَاكَ أَبِي (¬4) وَأُمِّي مَنْ هُمْ؟ قالَ: هُمُ الأَكْثَرُونَ (¬5) أَمْوالاً إِلاَّ مَنْ قالَ: هكَذَا وَهكَذَا وَهكَذَا وَهكَذَا (¬6) مِنْ يَدِيْهِ، وَمِنْ خَلْفِهِ، وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ، الحديث.
الأكثرون هم الأسفلون يوم القيامة
ورواه ابن ماجة مختصراً: الأَكْثَرُونَ هُمُ الأَسْفَلُونَ (¬7) يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلاَّ مَنْ قالَ: هكَذَا وَهكَذَا، وَكَسْبُهُ مِنْ طَيِّبٍ (¬8).

76 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في نَخْلٍ لِبَعْضِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ هَلَكَ الْمُكْثِرُونَ (¬9) إِلاَّ مَنْ قالَ: هكَذَا وَهكَذَا وَهكَذَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ حَثَا بِكَفَّيْهِ (¬10) عَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ يَسَارِهِ، وَمِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، وَقَلِيلٌ مَا هُم، الحديث. رواه أحمد، ورواتُه ثقات وابن ماجة بنحوه.

77 - وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: نَحْنُ الآخِرُونَ (¬11) الأَوَّلُونَ (¬12) يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِنَّ الأَكْثَرِينَ هُمُ الأَسْفَلُونَ (¬13) إِلاَّ
¬_________
(¬1) هم قليل.
(¬2) الزم مكانك هذا لا تفارقه حتى أحضر.
(¬3) لم ألبث، وأصله، أتقارر فأدغمت الراء في الراء. قاروا الصلاة أي اسكنوا فيها ولا تتحركوا ولا تعبثوا وهو تفاعل من القرار، وأقرت الصلاة بالبر والزكاة: أي استقرت معهما وقرنت بهما أهـ نهاية.
(¬4) أفديك بوالدي.
(¬5) أصحاب الثروة الطائلة.
(¬6) أعطى جميع جيرانه وعمم الصدقات.
(¬7) الأغنياء أقل الناس منازل وأوطى إلا المنفقون في وجوه البر.
(¬8) ربحه من حلال.
(¬9) أصحاب رغد العيش والسعة.
(¬10) رمى بكثرة: أي ينتهز فرصة وجود أمواله فينفق البدرات، ويقيم المشروعات العظيمة لأبناء وطنه من إيجاد مستشفى أو بنيان معهد علم أو مصنع يتعلم فيه أبناء الأمة الصناعة، وهكذا من ضروب الإحسان.
(¬11) آخر الأمم.
(¬12) أسبق الناس إلى دخول الجنة والفوز بنعيمها.
(¬13) درجاتهم في الجنة منحطة متأخرة.

الصفحة 185