كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 4)
ترفع النبي صلى الله عليه وسلم عن الدنيا
102 - وَرُوِيَ عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا غَرْبَلَتْ (¬1) دَقِيقاً، فَصَنَعَتْهُ لِلنَّبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم رَغِيفاً، فَقَالَ: مَا هذَا؟ قَالَتْ: طَعَامٌ نَصْنَعُهُ بِأَرْضِنَا، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَصْنَعَ لَكَ مِنْهُ رَغِيفاً، فَقَالَ: رُدِّيهِ فِيهِ، ثُمَّ اعْجِنِيهِ. رواه ابن ماجة وابن أبي الدنيا في كتاب الجوع وَغيرُهما.
103 - وَرُوِيَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: لَمْ يَكُنْ يُنْخَلُ لِرَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم الدَّقِيقُ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ إِلاَّ قَمِيصٌ وَاحِدٌ. رواه الطبراني في الصغير والأوسط.
104 - وَعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قالَ: أَلَسْتُمْ في طَعَامٍ وَشَرَابٍ مَا شِئْتُمْ، لَقَدْ رَأَيْتُ نَبِيَّكُمْ صلى اللهُ عليه وسلم، وَمَا يَجِدُ مِنَ الدَّقَلِ مَا يَمْلأُ بَطْنَهُ. رواه مسلم والترمذي.
105 - وفي رواية لمسلم عن النعمان قالَ: ذَكَرَ عُمَرُ مَا أَصَابَ النَّاسُ مِنَ الدُّنْيَا فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم يَظَلُّ الْيَوْمَ يَلْتَوِي (¬2) مَا يَجِدُ مِنَ الدَّقَلِ مَا يَمْلأُ بَطْنَهُ.
[الدقل] بدال مهملة وقاف مفتوحتين: هو رديء التمر.
106 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: إِنْ كَانَ لَيَمُرُّ بِآلِ رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم الأَهِلَّةُ (¬3) مَا يُسْرَجُ في بَيْتِ أَحَدٍ مِنْهُمْ سِرَاجٌ (¬4)، وَلاَ يُوقَدُ (¬5) فِيهِ نَارٌ إِنْ وَجَدُوا زَيْتاً ادَّهَنُوا بِهِ (¬6).
¬_________
(¬1) أخرجت النخالة وصفت الدقيق، يقال نخلت الدقيق نخلاً، والنخالة قشر الحب ولا يأكله الآدمي كذا في المصباح، والمنخل: ما ينخل به، وبكسر الميم اسم آلة، وتنخلت كلامه: تخيرت أجوده، وانتخلت الشيء أخذت أفضله، والنخال الذي ينخل التراب في الأزقة لطلب ما سقط من الناس.
(¬2) يستمر طيلة النهار يلتوي: أي يصبر على ألم الجوع، ومنه " وجعلت خيلنا تلوي خلف ظهورنا" أي تتلوى، يقال لوى عليه إذا عطف وعرج.
(¬3) الشهور العربية.
(¬4) لا يضيء مصباح.
(¬5) لا تشتعل.
(¬6) جعلوه دهناً لأجسامهم ليزيل الرطوبة ويمنع البرد.