كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 4)

لمْ يُشْرِكْ (¬1) باللهِ شَيْئاً، وَلَمْ يَكُنْ سَاحِراً يَتْبَعُ السَّحَرَةَ، وَلَمْ يَحْقِدْ (¬2) عَلى أَخِيهِ. رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه ليث بن أبي سليم.
الكبائر تسع أعظمهنّ الإشراك بالله الخ

6 - وَعَنْ عَبِيدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلاً قالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَمِ الْكَبَائِرُ؟ قالَ: تِسْعٌ أَعْظَمُهُنَّ الإِشْرَاكُ باللهِ، وَقَتْلُ الْمُؤْمِنِ بِغَيْرِ حَقٍّ، والْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ، وَالسِّحْرُ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَأَكْلُ الرِّبَا. الحديث، رواه الطبراني في حديث تقدم في الفرار من الزحف.
وروى ابن حبان في صحيحه حديث أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم الَّذِي كَتَبَهُ إِلى أَهْلِ الْيَمَنِ في الْفَرَائِضِ وَالسُّنَنِ وَالدِّيَاتِ (¬3) وَالزَّكَاةِ فَذَكَرَ فِيهِ: وَإِنَّ أَكْبَرَ الْكَبَائِرَ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ الإِشْرَاكُ باللهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الْمُؤْمِنَةِ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَالْفِرَارُ في سَبِيلِ اللهِ يَوْمَ الزَّحْفِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَرَمْيُ الْمُحْصَنَةِ، وَتَعَلُّمُ السِّحْرِ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ.

7 - وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم قالَ: مَنْ أَتَى كَاهِنَاً فَصَدَّقَهُ بِمَا قال، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى اللهُ عليه وسلم. رواه البزار بإسناد جيد قوي.

8 - وَعَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: مَنْ أَتَى كاهِناً فَصَدَّقَهُ بما يَقُولُ فَقَدْ بَرِئَ مِمَّا أُنْزِلَ عَلى مُحَمَّدٍ صلى اللهُ عليه وسلم، وَمَنْ أَتَاهُ غَيْر مُصَدِّقٍ لَهُ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً. رواه الطبراني من رواية رشيد بن سعد.
¬_________
(¬1) لم يشرك، كذا في ن ط، وفي ط وع: لا يشرك: أي إذا نجا الإنسان من هذه الخصال الثلاثة محا الله ذنوبه وسلم من الإشراك والسحر والحقد.
(¬2) ولم ينطو على العداوة والبغضاء، بل خلص نفسه من أدران الكراهة والنفور.
(¬3) الأشياء المؤداة إلى ورثة القتيل يقتسمونها كسائر المواريث كما قال تعالى: [وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطأ ومن قتل مؤمناً خطأً فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا] من سورة النساء.
أي إن النبي صلى الله عليه وسلم أوضح الواجبات، وفصل الحقوق والنوافل، وبين أصناف زكاة الفطر، والزروع، والثمار، والتجارة، والمواشي وثواب الصدقات ومصارف الزكاة.

الصفحة 34