كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 4)

مضار إتيان العرافين والكهان

11 - وَعَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلم قالَ: مَنْ أَتَى عَرَّافاً فَسَأَلَهُ (¬1) عَنْ شَيْءٍ فَصَدَّقَهُ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمَاً. رواه مسلم.
[العرّاف] بفتح العين المهملة وتشديد الراء كالكاهن، وقيل: هوالساحر. وقال البغوي: العرّاف: هو الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات وأسباب يستدل بها على مواقعها كالمسروق من الذي سرقه ومعرفة مكان الضالة، ونحو ذلك، ومنهم من يسمى المنجم كاهناً انتهى.

12 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: مَنْ أَتَى عَرَّافاً أَوْ كاهِناً، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ (¬2). رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة، وفي أسانيدهم كلام ذكرته في مختصر السنن، والحاكم وقال: صحيح على شرطهما.

13 - وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: مَنْ أَتَى عَرَّافاً أَوْ سَاحِراً أَوْ كاهِناً فَسَأَلَهُ فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ علَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. رواه البزار وأبو يعلى بإسناد جيد موقوفاً.

14 - وَعَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: مَنْ أَتَى عَرَّافاً أَوْ سَاحِراً أَوْ كَاهِناً يُؤْمِنُ بِمَا يَقُولُ (¬3)، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ علَى مُحَمَّدٍ صلى اللهُ عليه وسلم. رواه الطبراني في الكبير، ورواته ثقات.

15 - وَعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم:
¬_________
(¬1) المعنى الذي يقبل على نصاب كذاب مشعوذ يستفهم عن حظه وما يناله في حياته ترد أعماله الصالحة ويضرب بها عرض الحائط، ولا يقبل الله له صلاة، لأنها ناقصة لم تهذبه ولم تقو إيمانه بربته، ولم تذهب عنه الشك والإضلال ولم توجد عنده الثقة بربه والاعتماد عليه، فالله تعالى انفرد بالغيب وحده، وليس له شريط في ملكه يتكهن. وفي النهاية أراد بالعراف المنجم أو الحازي الذي يدعي علم الغيب، وقد استأثر الله تعالى به أهـ.
(¬2) أنكر القرآن الذي يقول الله جل جلاله:
أ -[عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا (26) إلا من ارتضى من رسول] من سورة الجن.
ب -[إن الله عنده علم الساعة] من سورة لقمان الآية.
وفي الجامع الصغير: أي ظاناً صدقه وكفره أي ستر النعمة، فإن اعتقد صدقه في دعواه الاطلاع على الغيب كفر حقيقة أهـ.
(¬3) يعتقد أن قوله حتى واقع لا محالة.

الصفحة 36