كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 4)

يَا رَسُولَ اللهِ أَتُوبُ (¬1) إِلى اللهِ وَإِلَى رَسُولِهِ مَاذَا أَذْنَبْتُ (¬2)؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: مَا بَالُ هذِهِ النُّمْرُقَةِ؟ فَقُلْتُ: اشْتَرَيْتُهَا لَكَ لِتَقْعُدَ عَلَيْهَا وَتَوَسَّدَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَصْحَابَ هذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيقَالُ لَهُمْ: أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ، وَقَالَ: إِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ الصُّوَرُ لاَ تَدْخُلُهُ الْملائِكَةُ (¬3). رواه البخاري ومسلم.
[السهوة] بفتح السين المهملة: هي الطاق في الحائط يوضع فيه الشيء، وقيل: هي الصفة وقيل المخدع بين البيتين، وقيل: بيت صغير كالخِزانة الصغيرة.
[والقرام] بكسر القاف: هو الستر.
[والنمرقة]: بضم النون والراء أيضاً، وقد تفتح الراء، وبكسرهما: هي المخدة.

5 - وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَقَالَ: إِنِّي رَجُلٌ أُصَوِّرُ هَذِهِ الصُّوَرَ فَأَفْتِنِي فِيهَا، فَقالَ لَهُ: ادْنُ مِنِّيْ (¬4)، فَدَنَا، ثُمَّ قالَ: ادْنُ مِنِّي، فَدَنَا، حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَقَالَ: أُنَبِّئُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم يَقُولُ: كُلُّ مُصَوِّرٍ فِي النَّارِ يُجْعَلُ لَهُ بِكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا نَفْساً، فَيُعَذِّبُهُ في جَهَنَّمَ. قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَإِنْ كُنْتَ لاَ بُدَّ فَاعِلاً فاصْنَعِ الشّجَرَ وَمَا لا نَفَسَ لَهُ (¬5). رواه البخاري ومسلم.

6 - وَفِي رِوَايَةٍ لِلْبُخَارِيِّ قالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ:
¬_________
(¬1) أندم على ما فعلت وأجد التوبة والإنابة إليه سبحانه وتعالى.
(¬2) في أي شيء عملت خطأ.
(¬3) ملائكة الرحمة التي تدعو لصاحب المنزل بالمغفرة والرضوان.
(¬4) اقترب مني.
(¬5) الشجر وما لا نفس له، كذا د وع ص 289 - 2، وفي ن ط: الشجرة وما لا تنفس له.

الصفحة 42