كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ت عمارة (اسم الجزء: 4)
الصَّلاَةُ أَمَانَةٌ (¬1)، وَالْوُضُوءُ أَمَانَةٌ (¬2)، وَالْوَزْنُ أَمَانَةٌ (¬3)، وَالْكَيْلُ أَمَانَةٌ، وَأَشْيَاءُ عَدَّدَهَا، وَأَشَدُّ ذَلِكَ (¬4) الْوَدَائِعُ (¬5). قال: يعني زذان: فأتيت البراءَ بن عازب فقلت: ألا ترى إِلى ما قال ابن مسعود؟ قال: كذا، قال: صدق. أَمَا سَمِعْتَ اللهَ يَقُولُ "إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلى أَهْلِهَا" رواه أحمد والبيهقي موقوفاً، وذكر عبد الله بن الإِمام أحمد في كتاب الزهد أَنه سأل أباه عنه فقال: إسناد جيد.
6 - وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عَليه وسلم: لاَ إِيمانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ (¬6)، وَلاَ صَلاَةَ لِمَنْ لاَ طَهُورَ لَهُ، الحديث. رواه الطبراني، وتقدم في الصلوات.
7 - وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: كُنَّا جُلُوسَاً مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى اللهُ عليه وسلم فَطَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعَالِيَةِ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ: أَخْبِرْني بِأَشَدِّ شَيْءٍ في هذَا الدِّينِ وأَلْيَنِهِ؟ فَقَالَ: أَلْيَنُهُ (¬7) شَهادَةُ (¬8) أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ، وأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وأَشَدُّهُ (¬9) يَا أَخَا الْعَالِيَةِ الأَمَانَةُ، إِنّهُ لا دِينَ لِمَنْ لا أَمَانَةَ لَهُ، وَلاَ صَلاةَ لَهُ، وَلاَ زَكَاةَ لَهُ. الحديث رواه البزار.
8 - وَعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم قالَ: إِذا فَعَلَتْ أُمَّتِي خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً، فَقَدْ حَلَّ بِهَا الْبَلاَءُ. قِيلَ: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قالَ: إِذَا كانَ
¬_________
(¬1) تركها خيانة ونكث بوعده، قال تعالى: (ألَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ قالوا بلى) من سورة الأعراف. اعتراف بالربوبية له سبحانه وتعالى.
(¬2) فعله بفروض وسننه.
(¬3) وفاؤه بالحق كاملاً.
(¬4) وأصعب ذلك في العقاب، وأكثر في الآلام.
(¬5) الأشياء المتروكة لحفظها ولصونها، يقال: ودعته أدعه: تركته والوديعة فعلية بمعنى مفعولة، وأودعت زيداً مالاً: دفعته إليه ليكون عنده وديعة وجمعها ودائع، واشتقاقها من الدعة، وهي الراحة، واستودعته مالاً: دفعته له وديعة يحفظه، من الدعة: الراحة وخفض العيش.
(¬6) نفى صلى الله عليه وسلم الإيمان عن الخائن الغادر كما نفى الصلاة عن غير المتوضئ.
(¬7) أيسره وأسهله النطق بالشهادتين والإقرار بهما.
(¬8) شهادة كذا د وع ص 278 - 2 وفي ن ط: أشهد.
(¬9) أكثر عناية وأصعب تحفظاً الودائع تستحق الرعاية وأداءها كاملاً، وقد نفى صلى الله عليه وسلم الدين عن الخائن فلم تهذبه صلاة ولم يقبل منه عمل صالح وترد زكاته، وقد قيل: يكمل الإنسان بالعقل والشجاعة والحلم، والسخاء، والبيان، والتواضع ليكون سيد قومه وتجمع هذه الصفات الأمانة، لأن الأمين محبوب =
الصفحة 5
620