كتاب الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (اسم الجزء: 4)

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أصَابهُ هَمٌّ أو حَزَنٌ فَلْيَدْعُ بِهذِهِ الكَلِماتِ، يَقُولُ: اللهم أنا عَبْدُك، ابْنُ عَبْدِكَ، ابنُ أَمَتِكَ، في قَبْضَتِكَ، ناصِيَتي بِيَدِك، ماضٍ في حُكْمُكَ، عَدل في قَضَاؤْكَ، أسألُكَ
بكُلِّ اسْم هوَ لَكَ، سَمَّيتَ بِه نَفْسَكَ، أو أنزَلْتَهُ في كِتابِكَ، أوْ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قال الحافظ بعد تخريجه حديث غريب اهـ، وفي الحصين بعد إيراد الذكر رواه ابن حبان والحاكم وأحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني وابن أبي شيبة كلهم عن ابن مسعود ولفظه ما قال عبد إذا أصابه هم أو حزن اللهم اني عبدك الخ. إلَّا أذهب الله همه وجعل مكان حزنه فرحًا قال في السلاح واللفظ لابن حبان قال الحافظ ذكر ابن السني عقب حديث أبي موسى أي المذكور هنا عن ابن مسعود نحوه وحديث ابن مسعود أثبت سندًا وأشهر رجالًا وهو حديث حسن وقد صححه بعض الأئمة فعجيب من عدول الشيخ عن القوي إلى الضعيف اهـ. قلت ممن صححه الحاكم فقال إنه صحيح الإسناد إذ سلم من إرسال محمد بن عبد الله فإنه اختلف في سماعه من أبيه وتعقبه الذهبي بأن في سنده أبا سلمة الجهني ما روي عنه الأفضيل بن مرزوق ولا يعرف اسمه ولا حاله قال الحافظ لكنه لم ينفرد به وذكره مع ذلك ابن حبان في الثقات وقال الحافظ بعد تخريجه حديث ابن مسعود حديث حسن أخرجه أبو يعلى والحاكم ثم ذكر كلامه في تصحيحه وما فيه ثم فرحا قيل هو بالمهملة وهو الملائم لمقابلته بالحزن وقيل بالجيم قال في الحرز والظاهر إنه تصحيف وفيه نظر إذ كون الملائم لما سبق الحاء المهملة لا يقتضي إبطال الجيم فتأمله والله أعلم. قوله: (ابنُ أَمتِكَ) قال في الحرز وقع في نسخة وابن أمتك بالعطف أي وابن جاريتك ومملوكتك. فوله: (ناصِيَتي بيدِكَ) الناصية مقدم الرأس وهي هنا كناية عن كمال قدرته وإشارة إلى أن إحاطته على وفق إرادته. قوله: (ماض) أي نافذ. وقوله: (في) بتشديد الياء أي في حقي (حكمك) إذ لا مانع لما قضيت وقال في الحرز المعنى سابق
في شأني حكمك الأزلي الذي لا يبدل ولا يحول. قوله: (عدل فيَّ قضاؤُك) أي ما قضيت به على فهو عدل لأجور فيه ولا ظلم. قوله: (هوَ لَكَ) أي ثابت لك. قوله: (سميتَ بهِ نَفسَكَ) هو أعم من. قوله: (أَو أَنزَلتَه في كتابكَ) أي القرآن وسائر كتبك المنزلة (أَو علمتَهُ أَحدًا منِ خلقِكَ) من الأنبياء والمرسلين والملائكة المقربين والأولياء والعارفين

الصفحة 13