كتاب الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (اسم الجزء: 4)

بيد نفسه لبركتها".
وفي رواية: "كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوّذات وينفث". قيل للزهري أحد رواة هذا الحديث: كيف ينفث؟ فقال: ينفث على يديه ثم يمسح بهما وجهه. قلت: وفي الباب الأحاديث التي تقدمت في باب ما يقرأ على المعتوه، وهو قراءة الفاتحة وغيرها.
وروينا في "صحيحي البخاري ومسلم" وسنن أبي داود وغيرها، عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه، أو كانت قَرْحَة أو جَرْح، قال
النبي - صلى الله عليه وسلم - بأصبعه هكذا، ووضع سفيان بن عيينة الراوي سبّابته بالأرض، ثم رفعها وقال: "بِسْمِ اللهِ تُرْبَةُ أرْضِنا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لمحض الدعاء وطلب الإخلاص اهـ.
قوله: (وفي روَايةٍ) كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات قال الحافظ هذه الرواية التي اتفق البخاري ومسلم على تخريجها فأخرجها البخاري في فضائل القرآن ومسلم ومدار الحديث عندهما على مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة. قوله: (قيلَ للزّهْرِي الخ) قال الحافظ كلامه يوهم أن أثر الزهري في الرواية الأخيرة وهي رواية مالك المتفق عليها وليس كذلك إنما هو في الرواية التي قبلها وهي التي انفرد بها البخاري وأخرجها في كتاب الطب عن معمر اهـ. قوله: (وغيْرِها) أي كأحمد كما قال الحافظ وابن ماجة قال ميرك انفرد البخاري بقوله بإذن ربنا وفي رواية له بإذن الله قال في المرقاة ولهذا نسب الحديث في الحصين إلى مسلم فقط. قوله: (الشيءَ) بالنصب قال في المرقاة مفعول أي العضو والضمير في منه يعود للإنسان أي من جسده. قوله: (قُرْحة) هو بفتح القاف وضمها ما يخرج من الإنسان مثل الدمل ونحوه. قوله: (جُرْحٌ) هو بالضم كالجراحة بالسيف. قوله:
(وَوَضعَ سُفيانُ بْنُ عُيينةَ سَبابَتهُ بالأَرْض) أي حتى يعلق بها شيء منها. قوله: (باسم الله) أي أتبرك به ويجوز أن يكون متعلقًا بقوله يشفى أَي بحذف اللام كما في النسخ وفي المشكاة بزيادة لام كي أي قال - صلى الله عليه وسلم - باسم الخ. ليشفي سقيمًا. قوله. (تربةُ أَرْضِنَا) أي هذه تربة أرضنا ممزوجة بريق بعضنا

الصفحة 55