كتاب الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (اسم الجزء: 4)

جسده، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ضَعْ يَدِكَ على الذي تألمُ مِنْ جَسَدِكَ، وقُلْ: بِسْمِ اللهِ ثَلاثًا، وقُلْ سَبْعَ مراتٍ: أعُوذُ بعِزةِ اللهِ وقُدْرَتِهِ مِنْ شَر ما أجِدُ وأُحاذِر".
وروينا في "صحيح مسلم" عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، قال: عادني النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "اللهُم اشْفِ سَعْدًا، اللهُم اشْفِ سَعْدًا، اللهُم اشْفِ سَعدًا".
وروينا في سنن أبي داود، والترمذي، بالإسناد الصحيح عن ابن عباس
ـــــــــــــــــــــــــــــ
دعائه. قوله: (علَى الذي يألم) بالتحتية وفي رواية الحافظ بزيادة ضمير المفعول أي على الموضع الذي يوجع. وقوله: (بعزةِ الله) أي بغلبته وقوته. وقوله (ما أَجدُ) أي من الوجع. قوله: (وأُحاذر) أي أخاف وأحذر وهو مبالغة أحذر قال الطيبي تعوذ من وجع هو فيه ومما يتوقع حصوله في المستقبل من الحزن والخوف فإن الحذر هو الاحتراز عن مخوف.
قوله: (وَرَوَينَا في صحِيح مُسلم الخ) هو طرف من حديث انفرد بإخراجه مسلم في كتاب الوصية وأخرجه عن ثلاثة من ولَد سعدَ عن أبيهم رضي الله عنه وزاد في أحد طرق الحديث عنده أن سعدًا قال فادع الله أن يشفيني واتفق الشيخان على إخراج حديث سعد في الوصية من رواية عامر بن سعد عن أبيه بدون هذه الزيادة وأخرجه البخاري من رواية عائشة بنت سعد عن أبيها وفيه هذه الزيادة مختصرة قال فيها اللهم اشف سعدًا ولم يكرر ذكره الحافظ.
قوله: (وَرَوَيْتَا في سنَنِ أَبِي دَاوُدَ والترْمذي) قال في الحصين ورواه النسائي أي في السنن
الكبرى كما قاله الحافظ في عمل اليوم والليلة كما نقله في المرقاة عن ميرك قال ورواه ابن حبان والحاكم وابن أبي شيبة في مصنفه كلهم عن حديث ابن عباس وقال الحافظ بعد تخريجه الحديث هذا حديث حسن وأخرجه أحمد وقال الترمذي حسن غريب لا نعرفه إلَّا من حديث المنهال بن عمر وقلت فيه مقال والأكثر على توثيقه والراوي عنه يزيد أبو خالد الدالاني مختلف فيه وثقه أحمد وابن معين وجماعة وضعفه ابن سعيد والحربي وابن حبان وأفرط وتوسط ابن عدي فقال لين الحديث ومع لينه يكتب حديثه قلت ولم ينفرد به بعد رواه الحجاج بن أرطأة عن المنهال أخرجه النسائي والحجاج فيه مقال لكن يكتب حديثه في المبايعة وقد رواه الأشجعي وهو ثقة عن شعبة عن شيخ آخر غير الدالاني

الصفحة 61