كتاب الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية (اسم الجزء: 4)

رضي الله
عنهما، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ عادَ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أجَلُهُ، فَقال عِنْدَهُ: سَبْعَ مَراتٍ: أسألُ اللهَ العَظِيمَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ أن يَشْفيكَ، إلَّا عافاهُ الله
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فإن كان محفوظًا فلشعبة فيه شيخان ثم أخرجه الحافظ من طريقين عن شعبة عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمر وقد ذكر الحديث وقال في أوله من دخل على مريض وفي آخره إلّا شفاه الله أخرجه النسائي ورواه عبد ربه بن سعيد الأنصاري أحد الثقات عن المنهال فزاد في السند رجلًا أو رجلين وخالف في سياق المتن فقال حدثنا المنهال عن ابن جبير وزاد بعده عبد الله بن الحارث عن ابن عباس قال كان - صلى الله عليه وسلم - إذا عاد المريض جلس عند رأسه ثم قال أسأل الله العظيم فذكره لكن قال في آخره إن كان في أجله تأخير برأ من وجعه ذلك أخرجه النسائي في الكبرى وابن حبان في صحيحه فأما النسائي فوقع في روايته حدثنا المنهال بن عمرو ومرة سعيد بن جبير هذا في النسخ المعتمدة وفي بعضها عن سعيد كما في رواية هارون وأما رواية ابن حبان فهي بغير زيادة قال المنهال بن عمرو أخبرني سعيد بن جبير ومع هذا الاضطراب يتوقف في تصحيحه وقد سبق إلى ذلك ابن حبان كما ذكرت والحاكم اهـ. ملخصًا. قوله: (لمْ يَحضره أجله) أي انتهاء عمره. قوله: (العَظيم) أي في ذاته وصفاته. قوله: (رَب العرْش العَظيم) بدل أو بيان والتخصيص للتشريف والتكريم والعظيم بالجر على أنه صفة العرش. قوله: (أَن يَشْفِيك) مفعول ثاني. قوله: (إِلَّا عَافَاهُ الله) استثناء من من الشرطية العامة فكأنه قال ما عاد أحد مريضًا وقال كذا إلَّا عافاه الله من ذلك المرض والحصر غالبي أو نسبي على شروط لا بد من تحققها كذا في الحرز وفي حاشية سنن أبي داود للسيوطي دخول إلَّا من تحريف الرواة فإنه ليس محل دخولها لأنها لا تدخل في جواب الشرط لا تقول من جاءني إلَّا أكرمته وكأن ذلك من الربيع بن يحيى الراوي عن شعبة فقد رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة من طريق محمد بن جعفر عن شعبة بلفظ ما من مسلم يعود مريضًا لم يحضر أجله فيقول سبع مرات أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلَّا عوفي وهذا محل دخول إلّا اهـ، وإذا صحت الرواية بإلا مع من الشرطية

الصفحة 62